قصة سيدنا داوود عليه السلام للدكتور طارق السويدان

Admin عدد المساهمات : 2950 تاريخ التسجيل : 29/04/2011

داوود عليه
الســلام

داوود ابن أيشم من يهوذا ذرية
ابن يعقوب عليه السلام فرجع المُلْكُ مرة أخرى إلى ذرية يهودا ، يصفه
المؤرخون كما جاء في تاريخ الطبري يصف داوود عليه السلام يقول كان قصيرا
أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقيا وبدأ داوود عليه السلام يحكم بني
إسرائيل وشد الله سبحانه وتعالى ملكه، بدأ بني إسرائيل يجتمعون مرة أخرى
بعد الفوضى الشديدة التي أصابتهم ، وأظهر الله سبحانه وتعالى على يديه
المعجزات وأنزل له الصحف الكريمات التي تسمى الزبور]وآتينا داوود
زبورا [{النساء 162 }{ الإسراء 55 }وكان عليه السلام من أجمل الناس
صوتا وفي إشارات كثيرة أنه لم يخلق إنسان أجمل صوتا من داوود عليه السلام
جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام أحمد وهو على شرط البخاري ومسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم سمع أبا موسى الأشعري يتلو القرآن وكان أبو موسى
صوته جميلا جدا فالنبي ظل يستمع لهذه القراءة الجميلة والصوت الجميل وهو
مطلوب في قراءة القرآن فلما سمعه قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أعطي
أبو موسى من مزامير داوود ، كل هذا الصوت الجميل مزمار من مزامير داوود وقد
جعل الله سبحانه وتعالى هذا آية من آياته لداود والناس تنظر ، فإذا تلا
الزبور بهذا الصوت الجميل يسمعون الجبال تُرَدِدُ معه ، تردد معه التسبيح ،
وكانت الطيور تأتي فتخفق فوقه لا تتحرك من مكانها ، تطير فوقه في مكانها
تردد معه التسبيح يقول الله سبحانه وتعالى ]يا جبال أوبي
معه والطير [{سبأ 10 } أوبي : سَّبِحِي]إنه أواب [{ص 16 } كثير التسبيح ، أواب أيضا يتوب
كثير التوبة وكثير التسبيح ، وفي الآية الأخرى ]وسخرنا مع
داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين [{الأنبياء 78 } هذه من معجزاته عليه السلام ،
وكان الناس يروون هذه المعجزات يقول الله سبحانه وتعالى ]إنا سخرنا
الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق [{ص 17 } يسبحون معه صباحا ومساءا ]والطير
محشورة [{ص 18 } تتجمع الطير عنده ]كل له أواب [{ص 18 }كلها تسبح معه فهذه من معجزاته
عليه السلام ، ومن معجزاته كذلك أن الله سبحانه وتعالى ألان له الحديد ،
فكان يتعامل مع الحديد كما يتعامل الناس مع الطين والشمع ، فكان يصنع منه
الدروع فصنع نوعا من الدروع لم يكن موجودا من قبل ، الدرع هي الحديدة التي
يضعها المقاتل على جسمه حتى إذا ضربوه لم يقتل ، كانت الدروع قبل داوود
عليه السلام عبارة عن صفائح ، حديدة من فوق إلى تحت الصدر وكانت ثقيلة جدا
على الصدر والظهر ويعلقونها على الكتف وتغطي اليدين فكانت ثقيلة عليهم ،
فصنع داوود صنعا جديدا فبدأ يصنع دروعا من حلقات يعمل حلقة من حديد يشكلها
بيده ويدخلها في الحلقة الثانية والحلقة الثالثة فيعمل درع من حلقات صغيرة
وكانت غير مؤذية عند ضربها وخفيفة جدا بالمقارنة مع الدروع والصفائح
الثقيلة القديمة ، وهذا موصوف في القرآن يقول الله تعالى ]وألنا له
الحديد [{سبأ 10 }الحديد في يده لين ]أن اعمل
سابغات [{سبأ 11 } اعمل دروع ، صابغة يعني تغطي ، الصابغ الذي يغطي ولا ينقص ]وقدر في
السرد [{سبأ 11 } يعني احسب المقادير الدقيقة في صنع الحلقات ، السرد
:الحلقات وقدر في السرد ، لا تجعلها غليظة فتثقل على الناس ولا تجعلها
رقيقة فتكسر ويجرح بها الناس]واعملوا صالحا
إني بما تعملون بصير[{سبأ 11 }ويقول الله سبحانه وتعالى كذلك ]وعلمناه صنعة
لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم [{الأنبياء 79 } علمه صناعة ملابس ، تحصنكم من
بأسكم : تحميكم من القتال ]فهل أنتم
شاكرون [{الأنبياء 79 } إذا الأنبياء كان لهم دور كبير في تطوير الحضارات وسنرى
ماذا فعل سليمان عليه السلام كذلك في هذا التطوير ن فهذه صناعة الحديد
تطورت تطورا عظيما بما كان يصنعه داوود عليه السلام كما شد له الله سبحانه
وتعالى المُلْكُ وأعطاه من الفضائل والمعجزات يقول الله عز وجل ]وشددنا ملكه [{ص 19 } كان ملك موزع ، وبني إسرائيل
كان ملكهم ممزق ، فشده الله سبحانه وتعالى جمعهم كلهم ، دولة واحدة ، أمة
واحدة تحت داوود عليه السلام ]وشددنا ملكه
وآتيناه الحكمة [{ص 19 } كان حكيما ]وفصل الخطاب [{ص 19 } أي الحكم بالعدل ، كان يحكم بين
الناس ، فكان نبيا وكان ملكا وكان قاضيا عليه السلام ، فكان هو الذي يجلس
للقضاء بين الناس ، جاء عن حطمه أمور منها ما جاء في القرآن
كان يحكم
بين الناس ، فكان نبيا وكان ملكا وكان قاضيا عليه السلام ، فكان هو الذي
يجلس للقضاء بين الناس ، جاء عن حطمه أمور منها ما جاء في القرآن .

في يوم من
الأيام شخصان تسورا المحراب كان عنده محراب ، المحراب هو القصر ، فكان عنده
قصر يعتزل فيه ، فكان يجعل ساعة من النهر للملك ويجعل ساعات للحكم ويجعل
الليل للعبادة ، ففي ليلة من الليالي بينما هو في المحراب في هذا القصر ،
كان يغلق على نفسه المحراب لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى يتعبد لله عز وجل
إذ تجرئا شخصان فتسورا المحراب تعداه فخرجا عليه فتفاجئ بهما وفي رواية
تشير أنهما كانا ملكين في شكل بشر حتى يختبرا داوود عليه السلام ولم أقع
على شيء صحيح في ذلك يقول الله سبحانه وتعالى ]وهل أتاك نبؤ
الخصم إذ تسوروا المحراب [{ص 20 } تجاوزوا الصور صور القصر ]إذ دخلوا على
داوود [{ص 21 } لما رآهما فزع وخاف منهما كيف دخلا ولم يشعر بهما الحرس ]إذ دخلوا على
داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض [{ص 21 } قال لماذا لم تأتيا في النهار
قالوا تأخرنا ، فعندنا خصومة نريدك أن تحكم فينا ]فاحكم بيننا
بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط [{ص 21 } احكم بيننا بالحق ولا تظلم ولا
تزيغ عن الحق واهدنا إلى الحكم الصحيح في هذه القضية ، فقال ما هي قضيتكما
فبدأ يشرحان القضية ، فبدأ الأول وقال ]إنَّ هذا أخي [{ص 22 } يعني صاحبي ]له تسع
وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة [{ص 22 } أنا عندي نعجة واحدة وله 99
نعجة ، لقد جاءت روايات كثيرة تشير أن المقصود هنا نساء وأن داوود عليه
السلام ، كلام بلايا موجود في كتب التفسير أن داوود كان عنده 99 زوجة ، لكن
رأى زوجة أحد قواده فطمع فيها وأراد أن يأخذها لكنها متزوجة فقام فرسل هذا
القائد إلى المعارك حتى يتخلص منه فكان كلما ذهب إلى معركة ينتصر وفي
الأخير قتله داوود وتخلص منه هذا كلام لا يقوله إنسان عن أبسط المؤمنين
فكيف يقال عن نبي ، هذا من البلوى الموجودة في كتب التفسير أما الصحيح الذي
أشار إليه كبار علماء التفسير أن المقصود هو إختبار داوود عليه السلام في
قضية الحكم ، والحديث هنا عن النعاج أخي له 99 نعجة والمرأة في اللغة
العربية لا تسمى نعجة أبدا ولا تسمى بقرة ، فبعض الناس يفسر ]إنَّ الله
يأمركم أن تذبحوا بقرة [{البقرة 66 } قالوا عائشة هذا موجود في بعض
الكتب ، هذا من البلوى الموجودة ، المرأة في اللغة لا تسمى نعجة ولا تسمى
بقرة وإنما قد تسمى غزال أو ظبي يستعملها الشعراء نعم وارد ، لكن لا تسمى
بهذه الأسماء ]إنَّ هذا أخيله تسع
وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أَكـفلـنِيها [{ص 22 }اجعلني أرعاها لك ، أنت تخرج
ترعى نعجة واحدة وأنا عندي 99 نعجة أخرج بها ، اجعل نعجتك مع نعاجي ترعى ]فقال
أكفلنيها وعزني في الخطاب [{ص 22 } جاءني بالأدلة والبراهين ،
والمسألة بسيطة وأنت كل يوم تطلع لكي ترعى النعجة وأنا أصلا أخرج بنعاجي
وبدأ يقنعه فأخذ نعجتي ، والآن أريد نعجتي فيقول لي لا أنت ليس لك نعجة
عندي وليس لي دليل ولا برهان على أنها نعجتي فأخذها ظلما ، فقال داوود عليه
السلام ]قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى
نعاجه [{ص 23 } عنده 99 نعجة ولم يكتفي بأخذ النعجة الأخرى]وإنَّ كثيرا
من الخلطاء [{ص 23 }الشركاء ] ليبغي بعضهم
على بعض [{ص 23 } كثير من الشركاء يظلمون بعضهم وفيه إشارة إلى أن الإنسان
إذا أراد أن يشارك يعدل مع شريكه لا يظلمه ]وإنَّ كثيرا
من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل
ماهم [{ص 23 } استعجل داوود عليه السلام بالحكم ، استعجل ولم يسمع للآخر ،
سمع لواحد وحكم ، وفي رواية أنهما اختفيا فدل على أنهما من الملائكة وفي
رواية أن الثاني نبهه وقال ظلمتني ، أصبر واسمع مني فعرف داوود الخطأ ،
وعرف أنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ففورا انتبه وتاب يقول الله سبحانه
وتعالى ]وظن داوود أنما فتـناه فاستغفر
ربه وخر راكعا وأناب [{ص 23 }فورا عرف خطأه فتاب ، وهذا شأن
الصالحين لم يتأخر لما يرى الخطأ يقول الله عز وجل]فغفرنا له
ذلك [{ص 24 } خطأ بسيط وفورا تاب منه فالله
سبحانه وتعالى غفر له ]فغفرنا له ذلك وإنَّ له عندنا
لزلفى [{ص 24 } مكانة مقربة ]وحسن مآب [{ص 24 } عندما يرجع إلى الله سبحانه
وتعالى تكون له الكرامة العظيمة عند الله ، ونبهه الله سبحانه وتعالى لهذا
الخطأ ]يا داوود إنا جعلناك خليفة في
الأرض فاحكم بين الناس بالحق [{ص 25 } إذا التعليق يناسب القصة ما هو
مثل ذكر الإسرائيليين عن النساء وأنه وراء زوجة قائده ، التعليق هنا مناسب
تماما ]يا داوود إنا جعلناك خليفة في
الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إنَّ الذين
يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب [{ص 25} فهكذا كان يحكم وهكذا كان يقضي ،
والله سبحانه وتعالى كان يحبه فأكرمه إكراما عظيما وكان من أكثر الناس
عبادة ، جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم أحب الصلاة إلى
الله صلاة داوود وأحب الصيام إلى الله صيام داوود ، المقصود بالصلاة صلاة
الليل قيام الليل كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، ينام النصف ،
يقوم الثلث ويرجع ينام السدس ،وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
، إذا دخل معركة لا ينسحب لا يهرب هذه إضافة من الرسول صلى الله عليه وسلم
على صفاته يقول الله سبحانه وتعالى في مدحه ]اعملوا أل
داوود شكرا [{سبأ 13 } كان شاكرا لله عز وجل ]وقليل من
عبادي الشكور [{سبأ 13 } جعلني الله وإياكم من الشاكرين .

مدحه ]اعملوا أل
داوود شكرا [{سبأ 13 } كان شاكرا لله عز وجل ]وقليل من
عبادي الشكور [{سبأ 13 } جعلني الله وإياكم من الشاكرين .

توفي عليه
السلام وعمره 100 سنة كما جاء في الأحاديث الصحيحة التي ذكرنها في قصة آدم
عليه السلام لما رأى من ذريته ، لما أخرج الله من ظهره ذريته فرأى من بينهم
شخصا له وبيض ، لمعان بين عينيه قال من هذا قال هذا من ذريتك ، يأتي في
آخر الزمان هذا داوود فقال وكم عمره قال ستين عاما فقال زده من عمري أربعين
سنة وقد ذكرنا القصة بتفاصيلها في قصة آدم عليه السلام ، فالله سبحانه
وتعالى كتب ذلك وصار عمره مائة سنة ، لما جاءته المنية كما جاء في الحديث
الصحيح أنه كان شديد الغيرة على نساءه ، فيه غيرة شديدة عليهن ، وكانت
نساؤه في قصر وحول القصر أسوار حتى لا يقترب منهن أحد ، وفي يوم رأت النسوة
رجلا في صحن البيت في فناء البيت ، رجل واقف فقلن من هذا والله لأن رآه
داوود ليبطشن به ، من هذا الذي تجرأ وتعدا كل الأسوار ووصل إلى القصر ،
فبلغ الخبر إلى داوود عليه السلام فقال له من أنت وكيف تعديت الحواجز في
معنى الكلام قال أنا من لا يقف أمامه حاجز قال أنت ملك الموت فتقدم فخذ
نفسي ، عرف أن الأمر انتهى ، فقبض روحه عليه السلام ودفنه سليمان عليه
السلام في بيت المقدس هذا الحديث يرويه الإمام أحمد مسنده عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان داوود فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج
أغلق الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال فخرج ذات يوم وغُلِقَت
الدار، أقبلت امرأته تطلع على الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في
البيت من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة والأسوار مغلقة كيف دخل والله
لَنُفْضَحَّن لداوود ، وجاء داوود وإذا الرجل قائم في وسط الدار قال له من
أنت ؟ قال أنا الذي لا أهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب فقال داوود أنت
والله إذا ملك الموت مرحبا بأمر الله ، أذن له ثم مكث حتى قبضت روحه ، فلما
غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت الشمس فقال سليمان للطير أظلي على داوود فجاءت
الطيور فأظلته حتى امتلأت السماء بالطيور تظلل على داوود و جاءوا يصلون
على داوود عليه السلام ، فاشتكى الناس من الحر توقف الهواء من كثرة الطيور
فقال سليمان للطيور أقبضي جناحا يعني هزي جناح واحد فقط قال أبو هريرة فطفق
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرينا كيف فعلت الطير وقَبِضَ النبي صلى
الله عليه وسلم بيده وكان يحركها هذا الحديث يرويه الإمام أحمد وإسناده قوي
ومات داوود عليه السلام وحكم فورا من بعده أحد أبناءه وهو سليمان عليه
السلام ، ليس أكبر الأبناء لكن الله سبحانه وتعالى اختاره من بين الأبناء
يقول الله سبحانه وتعالى ]وورث سليمان
داوود [{النمل 16 } الوراثة هنا ليست وراثة مال وإنما وراثة ملك ووراثة نبوة
والدليل على أنها ليست وراثة مال قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن معشر
الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ، فالوراثة هنا وراثة نبوة وملك وفورا ظهر
شأن سليمان عليه السلام وظهرت له المعجزات العجيبة

» قصة سيدنا يحي عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا نوح عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا سليمان عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا يوسف عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا عيسى عليه السلام للدكتور طارق السويدان