منتـدى الأستاذ وجدي سليمان الصعيدي
الأستاذ / وجدي سليمان الصعيدي يرحب بالسادة الزائرين قاصدين المنتدى المتواضع متمني لكم كل الخير والاستفادة وشكرا لزيارتكم وتشريفكم للمنتدى
منتـدى الأستاذ وجدي سليمان الصعيدي
الأستاذ / وجدي سليمان الصعيدي يرحب بالسادة الزائرين قاصدين المنتدى المتواضع متمني لكم كل الخير والاستفادة وشكرا لزيارتكم وتشريفكم للمنتدى
منتـدى الأستاذ وجدي سليمان الصعيدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـدى الأستاذ وجدي سليمان الصعيدي

*العلم والمعرفة*كفرالشيخ/سيدي سالم/إصلاح شالما
 
التسجيلالصعيديالرئيسيةأحدث الصوردخول
عاشت مصر حرة أبية ووفقها الله سبحانه وتعالى إلى كل الخير وحفظها الله وجعلها الرائدة في الوطن العربي وفي العالم وحمى ابنائها جيشا وشعبا آمين
وجدي سليمان الصعيدى يرحب بكل الزوار الذين شرفو المنتدى المتواضع وأرجو الاستفادة لكل الزوار وأهدى باقة ورد لكل من سجل في المنتدى ليكون من أفراد عائلة المنتدى وشكرا للجميع
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ( 70 ) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
بسم الله الرحمن الرحيم ...فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

 

 فضائل رمضانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 2950
تاريخ التسجيل : 29/04/2011

فضائل رمضانية Empty
مُساهمةموضوع: فضائل رمضانية   فضائل رمضانية Icon_minitimeالجمعة يوليو 27, 2012 2:15 pm

العشر الأواخر وليلة القدر





يقول الله تبارك وتعالى: { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة }
(القصص 68) ، وقد اختار سبحانه العشر الأواخر من شهر من رمضان ، من بين سائر أيام
الشهر ، وخصها بمزيد من الفضل وعظيم الأجر .



فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ، تقول عائشة رضي
الله عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا
يجتهد في غيره ) رواه مسلم .






وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن ، تقول
عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا
الليل ، وأيقظ أهله ، وجَدَّ وشدَّ المئزر ) رواه مسلم .






فكان يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر، حرصا على اغتنامها بما هي
جديرة به من العبادة ، قال ابن رجب : " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا
بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه".






وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء، والجد والاجتهاد في
العبادة . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على الاعتكاف فيها حتى قبض، ففي
الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في
العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) .






وما ذلك إلا تفرغاً للعبادة ، وقطعاً للشواغل والصوارف ، وتحرياً لليلة
القدر ، هذه الليلة الشريفة المباركة ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل
في ألف شهر، فقال سبحانه: { ليلة القدر خير من ألف شهر } ( القدر 3).






في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام ، فيكتب فيها الأحياء
والأموات ، والسعداء والأشقياء ، والآجال والأرزاق ، قال تعالى: { فيها يفرق كل
أمر حكيم } (الدخان:4).






وقد أخفى الله عز وجل علم تعييين يومها عن العباد ، ليكثروا من العبادة ،
ويجتهدوا في العمل ، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها ، ومن كان عاجزاً
مفرطاً ، فإن من حرص على شيء جد في طلبه ، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل
الوصول إليه.






هذه الليلة العظيمة يستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في
الأوتار أرجى وآكد ، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ،
في خامسة تبقى ) ، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها ، ففي حديث ابن عمر رضي
الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام
في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت
في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) رواه البخاري .






ثم هي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ) رواه أبو داود .






فاحرص أخي المسلم على الاقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم، واجتهد في هذه
الأيام والليالي، وتعرض لنفحات الرب الكريم المتفضل ، عسى أن تصيبك نفحة من نفحاته
لا تشقى بعدها أبداً ، وأكثر من الدعاء والتضرع ، وخصوصاً الدعاء الذي علمه النبي
صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت
ليلة القدر، ما أقول فيها ؟ قال: ( قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه
أحمد وغيره.












فضائل الصدقة





للصدقة شأن عظيم في الإسلام، فهي من أوضح الدلالات وأصدق العلامات على صدق
إيمان المتصدق، وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعي إلى كنزه، فمن أنفق
ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه، وفي ذلك قال النبي
صلى الله عليه وسلم : ( والصدقة برهان ) أي برهان على صحة إيمان العبد ، هذا إذا
نوى بها وجه الله ولم يقصد بها رياء ولا سمعة .






لأجل هذا جاءت النصوص الكثيرة التي تبين فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل
الله ، وتحث المسلم على البذل والعطاء ابتغاء الأجر من الله عز وجل .






فقد جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين
، فقال عنهم : { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ،
وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } ( الذاريات 16-19) ،
ووعد سبحانه - وهو الجواد الكريم الذي لا يخلف الميعاد - بالإخلاف على من أنفق في
سبيله، فقال سبحانه : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( سبأ 39)
، ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه : {
من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة 245) .






والصدقة بالأموال من أنواع الجهاد المتعددة ، بل إن الجهاد بالمال مقدم على
الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضع واحد ، وقد
قال صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أبو
داود .






وفي السنة من الأحاديث المرغبة في الصدقة ، والمبينة لثوابها وأجرها ، ما
تقر به أعين المؤمنين ، وتهنأ به نفوس المتصدقين ، ومن ذلك أنها من أفضل الأعمال
وأحبها إلى الله عز وجل ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : ( وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه
كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني
.






والصدقة ترفع صاحبها ، حتى توصله أعلى المنازل ، قال صلى الله عليه وسلم :
( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل
فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل... ) رواه الترمذي .






وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، قال
صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل
المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني .



وجاء في السنة عظم أجر الصدقة ، ومضاعفة ثوابها ، قال صلى الله عليه وسلم :
(ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه
وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم
فُلُوَّه أو فصيله ) رواه مسلم .






والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، قال صلى الله عليه وسلم
لمعاذ : ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي .






وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلاف الله على صاحبها بما
هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك )
رواه مسلم .






كما أنها وقاية من عذاب الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو
بشق تمرة ) رواه البخاري .






وهي دليل على صدق الإيمان ، وقوة اليقين ، وحسن الظن برب العالمين ، إلى
غير ذلك من الفضائل الكثيرة ، التي تجعل المؤمن يتطلع إلى الأجر والثواب من الله ،
ويستعلي على نزع الشيطان الذي يخوفه الفقر ، ويزين له الشح والبخل ، وصدق الله إذ
يقول : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً
والله واسع عليم } (البقرة 268) ، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنفقين في
سبيله وألا يجعلنا من الأشحاء والبخلاء في طاعته، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة
جدير .












فضائل القيام





قيام الليل من أفضل الطاعات، وأجل القربات، وهو سنة في سائر أوقات العام،
ويتأكد في شهر رمضان المبارك، وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه ،
والترغيب فيه , وبيان عظيم شأنه وثوابه عند الله عز وجل .



فقد مدح الله أهل الإيمان, بجملة من الخصال والأعمال، وكان من أخص هذه
الأعمال قيامهم الليل , قال تعالى : { إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا
سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء
بما كانوا يعملون } (السجدة:15-17)، ووصف الله عباده بقوله: { والذين يبيتون لربهم
سجداً وقياماً } (الفرقان 64)، ووصف المتقين بكثرة صلاتهم بالليل، واستغفارهم
بالأسحار، فقال سبحانه: { إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم
كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون}
( الذاريات 15)، ولِما لصلاة الليل من شأن عظيم في تثبيت الإيمان, والقيام
بالأعمال الجليلة، وتحمل أعباء الدعوة وتكاليفها، فقد أمر الله بها نبيه عليه
الصلاة والسلام، فقال: { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه
قليلاً } إلى أن قال: { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً * إن ناشئة الليل هي أشد
وطئاً وأقوم قيلاً } ( المزمل 1-6 ).






وجاء ت في السنة أحاديث كثيرة تبين فضائل قيام الليل ، ومن ذلك أن قيام
الليل عادة الصالحين في جميع الأمم ، قال صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بقيام
الليل, فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربة لكم إلى ربكم, ومكفرة للسيئات , ومنهاة عن
الإثم ) أخرجه الحاكم .






وهي أفضل صلاة بعد الفريضة، فقد ثبت في "صحيح مسلم" أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ( أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل) ،
وقال أيضاً: ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر, فإن استطعت أن تكون
ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن) رواه الترمذي .






وهي من أعظم أسباب إجابة الدعاء, والفوز بالمطلوب، ومغفرة الذنوب، فقد روى
أبوداود عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟
قال: (جوف الليل الآخر، فصلِّ ما شئت, فإن الصلاة مشهودة مكتوبة ) ، وقال كما في
"صحيح مسلم": ( إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا
إلا أعطاه إياه ) .






وصلاة الليل من موجبات دخول الجنة، وبلوغ الدرجات العالية فيها، فقد روى
الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ( إن في الجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, أعدها الله
لمن ألان الكلام, وأطعم الطعام, وتابع الصيام, وصلى بالليل والناس نيام ) .






فاحرص - أخي المسلم - على أن يكون لك ورد من صلاة الليل، ولو قليلاً بالقدر
الذي ينفي عنك صفة الغفلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود : ( من
قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ) ، واحرص على صلاة التراويح في هذا الشهر
الكريم، ولا تنصرف حتى ينصرف الإمام، ليحصل لك أجر قيام الليل كله، قال صلى الله
عليه وسلم: ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه الترمذي .












فضائل الصيام











الصيام عبادة من أجلِّ العبادات ، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين
وشعار المتقين، يزكي النفس ويهذب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله
بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا
والآخرة، وعليه فلا غرو أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره، وما
أعده الله لأهله، وتحث المسلم على الاستكثار منه، وتهون عليه ما قد يجده من عناء
ومشقة في أدائه.






فمما ورد في فضل الصوم : أنه جُنَّة - أي وقاية وستر - فهو يقي العبد من
النار ، فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصوم جنة
يستجن بها العبد من النار) رواه أحمد .






ومما ورد في الصوم أيضا أنه : يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد عليه
الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من
شهواتهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر
الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم
يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه.






وورد أن الصوم سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها ، فقد روى النسائي عن أبي
أمامة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك
بالصوم فإنه لا مثل له) ، فبين عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب
العبد من ربه جل وعلا ، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن في الجنة باباً خاصاً
بالصائمين لا يدخل منه غيرهم ، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن في الجنة بابا يقال له الريَّان ، يدخل منه
الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون؟ فيقومون لا
يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) .






وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ، فقد روى الإمام أحمد عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام
والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ،
قال فيُشَفَّعان ) .






والصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ، ففي الصحيحين عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، أي إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه ، واحتساباً للأجر
والمثوبة منه سبحانه.






وثواب الصيام مطلق غير مقيد، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب ، ففي الصحيحين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله
تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به..) ، وفي رواية لمسلم:
( كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل
: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي...) ، فاختص الله
الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده ، ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا
يطلع عليه إلا الله.






والصوم سبب في سعادة الدارين ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( للصائم فرحتان: فرحة عند فطره،
وفرحة عند لقاء ربه) ، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة
وإتمامها ، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه ،
وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.






ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم - وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو
المعدة من الطعام - أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، فهذه الرائحة وإن كانت
مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا، لأنها من آثار العبادة
والطاعة، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند الله.






فهذه بعض فضائل الصوم، وتلك هي آثارة، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى
الغاية التي من أجلها شرع الصوم، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا الله في الدنيا
والآخرة.















فضائل شهر رمضان





من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زمانا ومكانا، ففضل بعض الأمكنة على
بعض ، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو
فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر
الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً
للناس وبينات من الهدى والفرقان } ( البقرة 185) ، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في
أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت
من رمضان ، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان ) رواه أحمد .






وهو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } (البقرة:183) .






وهو شهر التوبة والمغفرة ، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة
، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم ، من صامه
وقامه إيماناً بموعود الله ، واحتساباً للأجر والثواب عند الله ، غفر له ما تقدم
من ذنبه ، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيمانا
واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال أيضاً : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله ،
بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام ، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه
وسلم ، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله .






وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال صلى الله
عليه وسلم : ( وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء
من النار وذلك كل ليلة ) رواه الترمذي .






وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين، ففي الحديث
المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة
، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، وفي لفظ ( وسلسلت الشياطين ) ، أي أنهم
يجعلون في الأصفاد والسلاسل ، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره
.






وهو شهر الصبر ، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم
، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها ، ولهذا كان الصوم نصف الصبر ،
وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } (
الزمر:10).






وهو شهر الدعاء ، قال تعالى عقيب آيات الصيام: { وإذا سألك عبادي عني فإني
قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } ( البقرة:186) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (
ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم ) رواه
أحمد .






وهو شهر الجود والإحسان ولذا كان صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح -
أجود ما يكون في شهر رمضان .






وهو شهر فيه ليلة القدر ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل ألف شهر
، والمحروم من حرم خيرها، قال تعالى: { ليلة القدر خير من ألف شهر } (القدر:3) ،
روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال : دخل رمضان ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم
الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ) .






فانظر يا رعاك الله إلى هذه الفضائل الجمّة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر
المبارك ، فحري بك - أخي المسلم - أن تعرف له حقه , وأن تقدره حق قدره ، وأن تغتنم
أيامه ولياليه ، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك،
ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير
قيام.












فضل العمرة في رمضان





{وأذّن في الناس بالحج} (الحج:27) آيةٌ كريمةٌ تشير إلى النداء النبوي
العظيم الذي نادى به خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام داعياً الناس للقدوم إلى
أشرف البقاع وأطهرها، فكانت منه الدعوة وكانت من المؤمنين الإجابة.






والواقع يشهد بأن ركاب الراحلين إلى مكّة لم تتوقّف كلّ هذه السنين قاصدةً
البيت الحرام لأداء الطاعة والقُربى، أما الحج: فأيّامه معدودة، وأشهره معلومة،
وأما العمرة: ففي عموم الأيّام والليالي.






والعمرة في رمضان لها من المزيّة والفضل ما ليس لغيرها، فقد ثبت من حديث
أبي معقل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عمرة في رمضان، تعدل
حجة) رواه أحمد وابن ماجه، والمعنى كما ذكر العلماء: أنها تقوم مقامها في الثواب
لا أنها تعدلها في كل شيء؛ فإنه لو كان عليه حجةً فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن
الحجة.






والمضاعفة الحاصلة للأجر سببها كما يقول الإمام ابن الجوزي: "ثواب
العمل يزيد بزيادة شرف الوقت"؛ ولذلك كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف كما
لغيرها من الحسنات.






وللحديث السابق روايةٌ أخرى أكثر تفصيلاً، وتعطينا بعداً آخر من فضائل
العمرة الرمضانيّة وتعلّقها بشقائق الرّجال، لنستمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما،
يخبرنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: (ما منعك أن تحجين
معنا؟) قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه، -زوجها وابنها-، وترك ناضحاً
ننضح عليه، فقال له عليه الصلاة والسلام: (فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرةً
في رمضان حجة) رواه البخاري، و(الناضح) هو البعير الذي يُستقى عليه، وهنا نرى أن
النبي صلى الله عليه وسلم أرشد المرأة التي فاتها الحج إلى القيام بعمرةٍ في
رمضان، كي تتحصّل على أجرٍ يُضاهي أجر تلك الحجّة التي فاتتها، ولا عجب في ذلك،
فالشهر شهر الخير، وأيّامه أيّام بركة، وفضل الله لا يُحَدّ، وإحسانه لا يُعدّ.






وإذا كان الرّجال يطرقون أبواباً للأجر لا يمكن للنساء أن ينشدوها كباب
الجهاد، فقد جعل الله لهنّ جهاداً لا قتال فيه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا
رسول الله! هل على النساء من جهاد؟ فقال لها: (نعم، عليهنّ جهادٌ لا قتال فيه:
الحج والعمرة) رواه أحمد وابن ماجه.






ولا شكّ أن الأحاديث التي تبيّن فضائل العمرة على وجه العموم تدلّ كذلك على
فضلها في رمضان وتشملها، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما) رواه البخاري ومسلم، فقد
بيَّن الحديث فضيلة العمرة وما تُحْدِثُه من تكفيرٍ للخطايا والذنوب الواقعة بين
العمرتين.






وصحّ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قالSadتابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد، والذهب، والفضة) رواه الترمذي، والمقصود أنها دلالةٌ على فضيلة المداومة
والاستمراريّة في أداء مناسك الحج والعمرة وكونهما سببٌ شرعيّ في زوال الفقر
الظاهر بحصول غنى اليد، والفقر الباطن بحصول غنى القلب، ناهيك عن قيامهما بمحو
الذنوب كما تزيل النار خبث المعادن.






وإذا كان المضيف يُكرم ضيوفه، والمزور يُكرم زواره ووفوده، فكيف إذا كانت
الزيارة لبيت الله؟ وكيف إذا كان الزوار عبيد الله؟ ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر، وفد
الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم) رواه ابن ماجه.






ذلك فضلُ العمرة الرمضانيّة على وجه العموم، وأما على وجه التفصيل فإن
العمرة بصفتها الشرعيّة تتضمّن جملةً من الأعمال الصالحة التي ورد بخصوصها الأجر،
فمن ذلك أجر الطواف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (من طاف بالبيت أسبوعاً لا يضع قدماً، ولا يرفع أخرى إلا حطّ الله عنه بها
خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة) أخرجه ابن حبّان، وصحّحه الألباني،
وفي رواية أخرى: (من طاف سبعا، فهو كعِدْل رقبة) رواها النسائي.






ودلّت السنّة أن النفقة التي يتكلّفها المرء لأداء هذه المناسك له فيها
أجر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها في
عمرتها: (إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك) رواه الحاكم.






ولا ننسى ما جاء في فضل الحرمين من حديث جابر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي –أي
المسجد النبوي- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد
الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه) رواه أحمد وابن ماجه، فللمعتمر في رمضان
نصيبٌ وافرٌ من هذا الفضل العظيم، خصوصاً وأن الأجر ينمو ويزيد كلّما زاد عدد
المصلّين بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من
صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كانوا أكثر فهو
أحب إلى الله عز وجل) رواه النسائي.






ومن مناسك العمرة المستحبّة شرب ماء زمزم، وقد قال فيها النبي صلى الله
عليه وسلم: (إنها مباركة؛ إنها طعامُ طعمٍ، وشفاءُ سقمٍ) رواه مسلم.






ويالسعادة زوار البيت العتيق حين يمكثون في رحاب المسجد الحرام، فيشاركون
الناس في إفطارهم، ويرونهم وهم يطوفون بالكعبة، ومنهم القائم ومنهم الساجد، ومنهم
من يتلو القرآن، ومنهم الداعي لربّه ومولاه أن يتقبّل منه ويسأله من فضل، ولو لم
يكن للمرء إلا هذه الفضيلة لكفى بها من نعمة.












فضل قراءة القرآن





جرى في الأمثال السائرة قولهم: "شرف العلم بشرف ما تعلّق به"،
فكيف إذا تعلّقت العبادة بالقرآن العظيم: أشرف الكتب وأكملها، وقد أعلى الله
مكانه، وأيّد بالحق سلطانه، أفصح كتبه كلاماً، وأحسنها نظاماً؟: {وإنه لكتاب عزيز*
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} (فصلت:41-42).






والارتباط بين شهر رمضان والقرآن العظيم ارتباطٌ محكم وثيق، ففي أيّامه
المباركة ولياليه الجليلة نزل الروح الأمين بالقرآن العظيم ليكون هدى للناس
وفرقاناً، قال تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان} (البقرة:186).






وقد حثّ الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين على أن يكون لهم شأن مع القرآن
الكريم، فيردوا حياضه، ويستروحوا في رياضِهِ، ويأنسوا بكَنَفِه، فها هو يخاطبهم في
محكم كتابه، فيقول عزّ من قائل: {ورتل القرآن ترتيلا} (المزمل:4).






قال الإمام ابن كثير عند تفسير هذه الآية: "اقرأه على تمهل، فإنه يكون
عوناً على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه".






وقراءة القرآن الكريم عبادةٌ عظيمة، غَفَلَ عنها المتقاعسون عن الأجور؛ ذلك
لعدم استشعارهم الأجور العظيمة التي تترتّب عليها، وفي هذا المقام يأتي حديث ابن
مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من قرأ حرفا من كتاب
الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {آلم} حرف، ولكن ألفٌ حرف،
ولامٌ حرف، وميمٌ حرف)، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.






وكلّما قرأ المؤمن آيات الله تضاعفت حسناته، وامتلأت صحائف أعماله، وهذه هي
التجارة الحقيقيّة مع الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة
وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} (فاطر:35).






والمقصود بالتالين لكتاب الله -كما ذكر العلماء- هم الذين يداومون على
قراءته، واتباع ما فيه، حتى صار ذلك سمةً لهم وعنواناً، فمثل هؤلاء قد عقدوا مع
الله عز وجل صفقةً رابحة،ً لن تكسد وتفسد، بل تجارة: "هي أجلُّ التجارات،
وأعلاها، وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه
وعقابه".






وقراءة القرآن تشفع لصاحبها يوم القيامة، فقد روى أبو أمامة الباهلي رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم
القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان
يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقانٌ من طير صواف،
تحاجّان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا
تستطيعها البطلة)، رواه مسلم. و(البطلة): هم السحرة، كما ذكر شرّاح الحديث.






ومن فضائل قراءة القرآن الأخرويّة: ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي
الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارْقَ،
ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) رواه أحمد وأصحاب
السنن عدا ابن ماجه.






والناس يتفاوتون ويتباينون في قدرتهم على قراءة القرآن ومهارتهم فيه،ومن
ثَمَّ كان لكل واحدٍ منهم فضلٌ وأجرٌ
بحَسَبِه، مصداق ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ
القرآن وهو عليه شاق له أجران) متفق عليه.






والحديث عن قراءة القرآن يقودنا إلى مسألة تدبّر آياته، والذي يعني أصالةً:
تأمّل معانيه، والتفكر في حكمه، والتبصّر بما فيه من الآيات، وقد ورد الأمر بذلك
في قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا} (النساء:82)، وقوله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر
أولوا الألباب} (ص:29)، وقوله سبحانه: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
(محمد:24).






يقول الإمام ابن القيم: "..وأما التأمل في القرآن، فهو تحديق ناظر
القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد
تلاوته بلا فهم ولا تدبر".






وإنّ من الغبن أن ترى من يُجهد نفسه في قراءة القرآن في رمضان وفي غيره دون
أن يَجعل للتدبّر قسطاً من يومه وليله، رغبةً في الاستكثار من الحسنات الواردة في
حقّ التلاوة، وقد تناسى ما يُثمره التدبّر من تزكية للروح، وتهذيب للنفس، ورقيّ في
مدارج الإيمان، ناهيك عن موافقة الطريقة النبويّة في القراءة. وقد ذُكر لعائشة رضي
الله عنها أن أناساً يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: "أولئك
قرؤوا، ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ
سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمرّ بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ،
ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله، ورغب إليه".






ولنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أعظم عبرةٍ، إذ يقول: (مَثَل الذي
يقرأ القرآن كالأترجّة طعمها طيب، وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة،
طعمها طيب ولا ريح لها، ومَثَل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب،
وطعمها مُرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مُرّ، ولا ريح
لها) متفق عليه، فقد أومأ هذا الحديث إلى ما ينبغي أن يكون عليه حال قارئ القرآن
من التدبّر، الذي يقوده إلى العمل الصالح، وهذه هي الثمرة الحقيقيّة لكل العبادات،
سواءٌ ما كان منها في رمضان أو في غيره: علمٌ، وعمل، وتدبّر، تحصل منه الخشية،
ويزداد المؤمن إيماناً، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان والعمل الصالح.









فضل السحور





ليس هناك وصفٌ يصدق على شهرٍ من الشهور كمدح شهر رمضان بوصف البركة؛ فإن
هذه الصفة تنطبق عليه من كلِّ وجه. وإذا كانت البركة في حقيقتها: الزيادة والنماء،
فرمضان -وفق ذلك- بركةٌ في الأوقات، بركةٌ في الأعمال، بركةٌ في الأجور، وأحد أوجه
هذه البركة ما تفضّل الله سبحانه وتعالى به من نعمة السحور.






يتمثّل أمام ناظرينا حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قال: (تسحّروا؛ فإن في السحور بركة) متفق عليه، فهذا الحديث إشارةٌ واضحةٌ إلى
ما تمتّعتْ به أكلةُ السحور من البركات والفضائل، سواءٌ ما تعلّق بأمور الدنيا، أو
توجّه إلى شئون الآخرة.






إن أوّل بركات هذه العبادة أن المسلم يقوم بها اتباعاً للسنّة واقتداءً
بالنبي –صلى الله عليه وسلم- والذي كان مداوماً عليها، وهذا ما تُشير إليه
الأحاديث فقد جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: "تسحرنا مع النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة" فقيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟
فقال: "قدر خمسين آية" رواه البخاري.






قال ابن أبي جمرة: "كان صلى الله عليه وسلم ينظر ما هو الأرفق بأمته
فيفعله؛ لأنه لو لم يتسحر لاتّبعوه فيشقّ على بعضهم، ولو تسحّر في جوف الليل لشق
أيضاً على بعضهم ممن يغلب عليه النوم، فقد يفضي إلى ترك الصبح، أو يحتاج إلى
المجاهدة بالسهر".






ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العبادة كان كثيراً ما يُذكّر
أصحابه بها، ويدعوهم إلى فعلها، ويشير عليهم بين الحين والآخر ببركاتها وفضلها حتى
ترسخ في أذهانهم، فلا يدعونها، وهذا واضح في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه،
حيث قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: (هلمّ
إلى الغداء المبارك) رواه أبو داود والنسائي.






وعن عبد الله بن الحارث أن أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دخلت
على رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يتسحر، فقال: (إنها بركة أعطاكم الله
إياها؛ فلا تدعوه) رواه النسائي.






وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
(البركة في ثلاثة: في الجماعة، والثريد، والسحور) رواه الطبراني.






وجاء عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه مرفوعاً: (السحور بركة؛ فلا تدعوه
ولو أن يجرع أحدكم ماء) رواه أحمد.






وأما ثاني بركات السحور وفضائله: أنه مخالفةٌ لأهل الكتاب من اليهود
والنصارى، الذين حُرموا من هذه المنحة الإلهيّة، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب
أكلة السَّحَر) رواه مسلم، فالحديث يدلّ أنهم لم يكونوا يأكلون تعبّداً في مثل هذه
الأوقات.






يقول الإمام الخطّابي: "كان أهل الكتاب إذا ناموا بعد الإفطار لم يحل
لهم معاودة الأكل والشرب، وعلى مثل ذلك كان الأمر في أول الإسلام، ثم نسخ الله عز
وجل ذلك، ورخّص في الطعام والشراب إلى وقت الفجر بقوله: {وكلوا واشربوا حتى يتبين
لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} (البقرة 187)".






وثالث بركاته: أنه تقويةٌ للنفس على العبادة وزيادةٌ في النشاط، لعموم
الاحتياج إلى الطعام، ولو ترك السحور لكان في ذلك مشقّة على البعض ممّن لا يحتمل
طول وقت الإمساك عن الطعام، فقد يُغشى عليه، وقد يفضي ذلك إلى الإفطار في رمضان،
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا ضرر ولا ضرار) رواه أحمد وابن ماجه،
وزاد الدارقطني: (ومن شاقّ شقَّ الله عليه).






ولعلّ هذا السبب الذي لأجله شُرع تأخير السحور ليكون فرصةً للنفس كي تأخذ
نشاطها كاملاً، فقد كان عبد الله بن مسعود يعجل الإفطار ويؤخر السحور،
ويقول:"هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع" رواه النسائي، وعن
سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "كنت أتسحّر في أهلي، ثم يكون سرعةٌ بي، أن
أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم"، رواه البخاري، وهذا يدلّ
على تأخير السحور، بحيث أن سهلا ً رضي الله عنه كان يسرع بعد تسحّره إلى الصلاة مع
النبي صلى الله عليه وسلم؛ مخافة أن يفوته شيءٌ منها.






ورابع بركات السحور: اليقظة في وقتٍ مباركٍ يتنزّل فيه الرّب تبارك وتعالى
إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله فيقول: (هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب
له؟ هل من مستغفر يغفر له؟) حتى يطلع الفجر، كما جاء في صحيح مسلم، ومثل هذا الوقت
المبارك يملؤه الصالحون بالذكر والتسبيح والاستغفار: {والمستغفرين بالأسحار} (آل
عمران:17)، ومثل هذه الأوقات المباركة تكون مظنّة للإجابة.






وخامس بركاتها: أن يكون في التسحّر استحضارٌ لرحمة الله تعالى بعباده، ولو
شاء لأمرهم بالوصال، فكان في ذلك مشقّة عظيمةٌ عليهم، ومظاهر الرحمة الإلهيّة
تتجلّى في كلّ تشريعاته وأحكامه وأقداره.






وأما سادس بركاتها: فهي صلاة الله تعالى وصلاة الملائكة على العبد، ويدلّ
على هذا الفضل حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قال: (إن الله وملائكتة يصلون على المتسحّرين) رواه أحمد.






ونذكر في الختام أن أفضل ما يتسحّر به المؤمن هو التمر، فقد مدح النبي صلى
الله عليه وسلم المتسحّرين بالتمر فقال: (نِعْمَ سحور المؤمن التمر) رواه أبو
داود، وفضلاً عن الأجر الحاصل من امتثال هذه السنّة، فإن للتمر قيمة غذائيّة
عالية، تقوّي البدن وتعينه على تحمّل أعباء الصيام طيلة اليوم كما يقول الأطباء.















فضل الذكر





أرأيت لو أن نباتاً بهيّ المظهر، حَسَن الزهر، ولكن تقاعس صاحبه عن سقياه
وتعاهده، كيف يكون منظره؟ وهل تبقى نضارته طويلاً أم يذبل سريعاً؟ أَوَ قد رأيتَ
سمكةً تمّ إخراجها من الماء، أكانت تعيش؟ أم أنّ حاجتها إلى الهواء كحاجتها إلى
الطعام والشراب، إن لم تكن أشدّ؟






كذلك الحال مع قضية الذِّكر لله سبحانه وتعالى، فالذِّكر للقلوب قوتٌ يوميّ
لا تُتصوّر الحياة دونه، ومن هذه الحقيقة جاء التمثيل النبوي الرائع؛ ليبيّن حال
الذاكرين وما يُقابله من حال الغافلين اللاهين، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل
الحيِّ والميت) متفق عليه.






يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك, فكيف يكون
حال السمك إذا فارق الماء؟".






من هنا نفهم سرّ اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بقضية الذكر، وبيان
فضائله المرّة تلو الأخرى، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في
درجاتكم, وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والوَرِق, وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوكم،
فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟)، قالوا: بلى, فقال عليه الصلاة والسلام: (ذكر
الله تعالى) رواه الترمذي والحاكم وصحّحه، و(الوَرِق) هو الفضّة.






وعن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن شرائع
الإسلام قد كَثُرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا
يزال لسانك رطبًا من ذكر الله) رواه الترمذي وابن ماجه.






واللسان الغافل عن ذكر الله تعالى كاليد الشلاّء، أو العين العمياء، أو
الأذن الصمّاء: أعضاءٌ مُعطّلة عن فعل ما خُلقت لأجله، فكيف تستنير بصيرةٌ إن لم
يكن لها من مدد القلوب وغِياثُها؟ ولذلك وصف العلماء الذكر للقلب بالقوت: متى
حُرمت الأجساد منها صارت قبوراً, وجعلوه بمثابة السلاح الذي يقاتل أصحابه قطّاع
الطريق, والماء الذي يطفئون به نار الحريق, ودواء الأسقام الذي متى فارقهم انتكست
منهم القلوب, فضلاً عن كونه السبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علاّم
الغيوب.






وقد جاء في القرآن الكريم التوكيد والتأكيد على أهميّة الذكر ودوره في
تحقيق النصر، في أحلك الظروف وأشدّها، حين تقارع السيوف، وتطاير الرؤوس، وارتفاع
غبار المعارك، ليكون ذكرُ الله تعالى في تلك اللحظات الحرجة مدداً من السماء، يحصل
من خلاله ثبات القلب وطمأنينته، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم
فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} (الأنفال:45).






ومن مَكرُمات الذكر أن الله سبحانه وتعالى يُظهر فضل عبيده الذاكرين
ويُبيّن مكانتهم العظيمة لملائكته الكرام، روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه، فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا:
جلسنا نذكر الله, ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا. قال: (آلله ما أجلسكم
إلا ذاك؟) قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك, قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم,
ولكنه أتاني جبريل عليه السلام, فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة) رواه
مسلم.






وأصحاب مجالس الذكر اختصّهم الله سبحانه وتعالى بفضائل أربعة: تنزّل
الطمأنينة، وغشيان الرحمة، وإحاطة الملائكة بهم، وذِكْرِهم في الملأ الأعلى، وهذه
الفضائل مذكورةٌ في حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم، قال: (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة،
وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم.






وكما أنّ ذكر الله سبحانه وتعالى هو نداء الفطرة، وانقيادٌ للشرع، فإنه
كذلك مقتضى العقل؛ فإن المرء يجد في نفسه ضرورةً إلى المداومة على الاشتغال
بالذكر؛ لترتاح نفسه، وتطمئنّ من أمراضها وأدوائها المختلفة، قال الله سبحانه
وتعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28)، وقد أنشد بعضهم في ذلك قائلاً:






إذا مرضنا تداوينا بذكركمُ
ونترك الذكر أحيانًا فننتكس






وقد مدح الله سبحانه وتعالى الذاكرين ووصفهم بما يدلّ على رجاحة عقولهم
فقال: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب *
الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض
ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار} (آل عمران: 190-191).






وطوبى لمن أشغله ذِكْرُ الله عزّ وجل عن كلّ ما سواه، أولئك الذين قال الله
فيهم: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}
(الأحزاب:35)، وهم من سمّاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمفرِّدين، فقال: (سبق
المفردون)، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟! قال: (الذاكرون الله كثيراً،
والذاكرات) رواه مسلم.






وإن أقواماً ترى فيهم أثر الذكر جليّاً من زيادة الإيمان ودمع العين وما
تحصل للجلود من القشعريرة أثراً من آثار خشية الله تعالى، ترقّوا إلى مراتب
الإحسان والإتقان، ولا سيما في الخلوات، فاستحقّوا بذلك الوعد بالمغفرة وطيب
الرزق: {أولئك هم المؤمنون حقًا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}
(الأنفال:4).






ويوم القيامة يصطلي أناسٌ بحرّ الشمس حتى يبلغ منهم العرق كلّ مبلغ، يصطفي
الله تعالى الذاكرين بظلّه، ويكلؤهم بحفظه، عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر
منهم: (ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)، متفق عليه.






وللذكر فضائل خاصّة جاء التنصيص عليها في عدد ليس بالقليل من الأحاديث، فمن
ذلك قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير في يوم مائة مرة، وأنها تعدل عشر رقاب, ويكتب الله لصاحبها له مائة حسنة,
ويمحو عنه مائة سيئة, وهي حرزٌ أكيد من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي, رواه مسلم، وأن
غراس الجنّة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، رواه
الترمذي، وأنّ قول: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة سببٌ في حطّ الخطايا, ولو
كانت مثل زبد البحر، رواه مسلم، وأن من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولاً،
وبالإسلام ديناً، غُفر له ذنبه، إلى غير ذلك من الفضائل العظيمة التي اهتمّ
العلماء بجمعها وبيانها وذكروها في مؤلّفاتهم، ككتاب "الأذكار" للإمام
النووي، و"الوابل الصيّب من الكلم الطيب" للإمام ابن القيم.






فيا أيها المسلم: رمضان فرصةٌ عظيمة للإكثار من ميادين الخير، ومنها: ميدان
ذكر الله سبحانه وتعالى. وفضلاً عن الأجور العظيمة المترتّبة على الذِّكر، فإنها
عبادةٌ يسيرة ليس فيها جهدٌ أو مشقّةٌ تُذكر، فلا تحرم نفسك من هذا الأجر الذي
وعده الله للذاكرين من عباده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wagdysuliman.forumegypt.net
 
فضائل رمضانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أربعة فضائل
» فضائل صلاة قيام الليل
» فضائل أمنا عائشة رضي الله عنها
» قطوف رمضانية
» تواقيع رمضانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـدى الأستاذ وجدي سليمان الصعيدي :: القسم الاسلامي :: واحة رمضان-
انتقل الى: