أيــوب عليه
السلام
أيوب ابن موص ابن رازح ابن العيس ابن إسحاق
ابن إبراهيم عليهم السلام فهو من ذرية إسحاق عليه السلام .


إبراهيم
عليه السلام كان له ولدان إسماعيل وإسحاق فجميع الأنبياء من ذرية إسحاق
ماعدا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو الوحيد من ذرية إسماعيل ، من
إسحاق جاء يعقوب عليه السلام ويعقوب يسمى كذلك إسرائيل فلما يقال بني
إسرائيل يعني ذرية يعقوب عليه السلام ، يعقوب كان له اثنا عشر ولدا ، هؤلاء
الأولاد يسمون كذلك الأسباط وجاء ذكرهم في القرآن ، هل كانوا أنفسهم
الأنبياء أم أن الأنبياء هم في ذريتهم فكثير من العلماء يشير أن الأنبياء
المشار إليهم بالأسباط في القرآن الكريم ليسوا هم أبناء يعقوب عليه السلام
لأنهم كانوا قد حاولوا قتل يوسف عليه السلام وكذبوا على أبيهم وفعلوا أشياء
منكرة وهذا لا ينبغي من الأنبياء فيقولون الأسباط هم أبناء ذرية يعقوب
عليه السلام ، انقسمت بني إسرائيل إلى اثنا عشرة قبيلة كل قبيلة تسمى سبط
فمن هنا جاء الأسباط انقسموا بين هؤلاء القبائل ، فأيوب من ذرية إسحاق عليه
السلام يقول الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم عليه السلام
)ومن ذريته
داوود وسليمان
وأيوب ويوسف وموسى وهارون({الأنعام 85} هؤلاء كلهم من ذرية إبراهيم
عليه السلام ، وكان أيوب عليه السلام نبيا مرسلا يقول الله سبحانه وتعالى
)وأوحينا إلى
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب
( {النساء 162 }فالله سبحانه وتعالى أوحى إليهم
أجمعين فأيوب من بين هؤلاء المرسلين بعثه الله تعالى إلى قوم حوران في
الشام وكنا عليه السلام غنيا قد أتاه الله سبحانه وتعالى النعم كان عنده
الأنعام والدواب الكثيرة الشيء الهائل الشيء الكثير وكان عنده أعداد هائلة
من العبيد كما رزقه الله سبحانه وتعالى الأراضي وكان تاجرا كثير التجارة
ورزقه الله تعالى الأولاد كان له سبع أولاد وسبع بنات وكان صاحب صحة موفورة
وقوة وجسم عظيم وكان له أعداد كثيرة من الأصحاب فأتاه الله سبحانه وتعالى
أصنافا من النعيم كان مُنَعَّمًا في الأرض ثم إن الله سبحانه وتعالى أراد
أن يبتليه ليكون إختبارا ويكون قدوة للناس بعده في مسألة الصبر وجاء
الابتلاء ففنا ماله ، كل أمواله انتهت حتى صار فقيرا ومات أولاده الواحد
تلو الأخر جميع الأولاد والبنات ، 14 ولدا وبنتا ماتوا أجمعين في حياته ،
الإنسان سبحان الله يموت له ولد يتأثر ويحزن عليه حزنا شديدا رأينا كيف حزن
يعقوب عليه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ليس على موت ولد
وإنما فقدان يوسف عليه السلام أما أيوب عليه السلام فيفقد 14 ولدا ثم إن
الله سبحانه وتعالى ابتلاه بالمرض الشديد حتى وصل به المرض أنه أُقْعِدَ لا
يستطيع القيام وحتى كان يسقط اللحم من جسمه ، فوصل به الابتلاء الشيء
العظيم وفقد الأصحاب وقاطعوه وخافوا أن يكون هذا المرض الذي أصابه مٌعْدٍ
فما كان أحد يقترب منه وما بقي له إلا صاحبان يحدثانه من بعيد لا يقتربان
منه وما كان أحد يخدمه إلا زوجته الوفية عليها السلام وأخذت زوجته تعينه
كانت تطعمه وتشربه وتغسل له وتنفق عليه من مالها حتى فني مالها جميعا فأخذت
زوجته تعمل بالأجرة تخدم الناس لكي تطعم زوجها النبي المرسل ، نبي مرسل
يبتلى بهذه الصورة ، واستمر أيوب عليه السلام في هذا الابتلاء 18 سنة وهو
صابر لا يشتكي لأحد حتى لزوجته ما يشتكي . سنين طويلة على هذا الحال وهذا
الفقر وهذا الأذى وهذا المرض فقالت له زوجته لو دعوت الله ، أنت نبي مرسل
لو دعوت الله عز وجل يفرج عنك، فقط أدعو لم يكن يدعو حتى بالتفريج كان فقط
يحمد الله ، لم يقل يا رب ارزقني يا رب أشفيني لم يكن يدعو حتى بذلك ، راضي
بقضاء الله فيه فقالت له لو دعوت الله ، أنت نبي مرسل لو دعوت الله يفرج
عنك ما أنت فيه فقال لها كم لبثت في الرخاء كم سنة عشناها ونحن في نعيم
قالت 80 سنة قال إني أستحي من الله أن أدعوه ما مكثت في بلائي المدة التي
مكثتما في رخاء ، لا أدعوه أن يشفيني ويفرج عني ويرزقني إلا أن يمضي علي 80
سنة ثانية كما عشت 80 سنة في الرخاء أصبر على البلاء 80 سنة ، فعندها يئست
كانت تأمل الفرج فقالت إلى متى هذا البلاء فغضب وأقسم بالله أن يضربها 100
سوط إن شفاه الله كيف تعترضين على قضاء الله .


ووصل بهم
الأمر أن الناس ما عادوا يستأجرونها خائفين أن تنقل البلاء من زوجها يظنون
أنه مرض معد فرفضوا أن يشغلوها عندهم وظلا على هذا الحال جائعين ، وفي يوم
أتت له بالطعام فاستغرب من أين الطعام فلم تخبره وإذا هي كانت قد ذهبت
فباعت ضفيرة شعرها ، حلقت نصف شعرها وباعته لكي تأكل هي وزوجها ، وبعد أيام
إنتهى الطعام فذهبت وحلقت باقي شعرها وباعته فتعجب ، من أين لك الطعام هل
اشتغلت عند أحد فالت لا فقال من أين الطعام فسكتت فألح وأَلح فكشفت عن
شعرها فإذا هي حليقة الشعر ، عندها لما وصل به الأمر إلى هذا الحال قال
قولا ليس فيه دعاء صريح يذكره الله سبحانه وتعالى في الكتاب
)وأيوب إذ
نادى ربه
أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين({الأنبياء 82 }أصابني البلاء وأنت أرحم
الراحمين لم يقل ارزقني أو أشفيني ، هذا حالي وأنت رحيم يعني أنت أعلم
بحالي مني ، لا أحتاج أفرح لا أحتاج أشتكي لا أحتاج أدعو أنت تعرف وذكر
الله سبحانه وتعالى ذلك في أية أخرى
)واذكر عبدنا
أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب
({ص 40 } النصب :التعب والشقاء ما نسب
العذاب والبلاء إلى الله تنزه الله عن ذلك ونسب هذا للشيطان حتى ينزه الله
لم يقل أنت مسستني وإنما نسب الشر إلى غير الله وذلك في الدعاء والشر ليس
إليك ولم يدعو فقط أظهر الحال ، يا رب مسني وأنت الضر وأنت أرحم الراحمين
وعندها استجاب الله تعالى فورا ، انظروا كان يستطيع أن يدعوا في أي لحظة
ويستجيب الله تعالى له لكن صبر ولذلك يقال صبر أيوب ، يضرب به المثل على
مدى التاريخ صبر أيوب عليه السلام فلما نادى ربه بهذه الطريقة كشف الله
سبحانه وتعالى عنه الداء
) أركض برجلك ({ص 41} أضرب برجلك الأرض ، فضرب برجله
الأرض فنبعت عينا يقول الله سبحانه تعالى
)هذا مغتسل
بارد وشراب
({ص 41 }عين باردة خرجت من الأرض فقال له
الله سبحانه وتعالى أشرب منها وأغتسل منها يقول العلماء فلما اغتسل ذهب
المرض من خارجه ولما شرب المرض من داخله فنعمة الله سبحانه وتعالى ، وقام
صحيحا سليما رجعت له صحته كما كان فلما جاءت زوجته لم تعرفه ، في لحظات شفي
فسألته هل رأيت هذا المبتلى نبي الله أين هو أنا تركته هنا والله ما رأيت
رجلا أشبه منك به إذ هو صحيح ، أشبه واحد يشبه لما كان صحيحا أنت أيها
الرجل فقال ألم تعرفينني قالت من أنت قال أنا أيوب ، سبحان الله في لحظات
ذهب البلاء نعمة من الله عز وجل . وأعاد الله سبحانه وتعالى له نعمة الأهل
يقول ابن عباس الله سبحانه وتعالى لم يكرمه هو فقط وإنما أكرم زوجته التي
صبرت هذا الصبر العظيم على هذا البلاء العظيم فَرَجَّعَهَا شابةً رَدَّ
الله عليها شبابها وولدت لأيوب 26 ولد وبنت قال 26 من الذكور غير البنات
يقول الله سبحانه وتعالى
)وأتيناه أهله({الأنبياء 83 } رجعنا له أهله شباب )وأتيناه أهله
ومثلهم معهم
({الأنبياء 83 } رجعنا له الذرية )رحمة من
عندنا
({الأنبياء 83 } ورجع الله سبحانه وتعالى له الغنى فورا كل هذا فورا ، الصحة
رجعت فورا شباب زوجته رجعت فورا ورجع له الغنى فورا يروي الإمام البخاري
وأحمد وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بينما أيوب يغتسل
عريانا ، يغتسل وهو نازع ثيابه إذ خر عليه وجل جراد ، وجل جراد يعني طائفة
من الجراد ، تعرفوا الجراد لما يسبح في الفضاء كيف يكون ، كميات هائلة ،
الله سبحانه وتعالى أرسل كميات هائلة من الجراد فنزلت على أيوب فإذا هي
جراد من ذهب ، خر عليه وجل جراد من ذهب فجعل أيوب يحثو في ثيابه ، يأخذ
الجراد ويضعه في ثيابه فقال الرب عز وجل يا أيوب ألم أكن أغنيتك كما ترى ،
هو نازل عليك لماذا تجمعه فقال أيوب بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك،
أجمعها لأجل البركة من الله عز وجل . فرجع ماله أهله ورجعت صحته نعمة من
عند الله عز وجل بعد هذا الصبر العظيم الذي صبر . والله سبحانه وتعالى أيضا
رفق بزوجة أيوب حيث قال له الله عز وجل
) وخذ بيدك
ضغثا
({ص 43 } الضغث: قلنا القصب من الخشب الرقيق قصب ،أعواد الخشب من
القش فيها الرديء وفيها الجيد. فالله سبحانه وتعالى قال له
)وخذ بيدك
ضغثا
({ ص 43 }خذ حزمة من القش فيها 100 قشة )فاضرب به ولا
تحنث
({ص 43 } أقسم أن يضرب زوجته 100 ضربة ، أضربها بالقش فتكون وفيت
بقسمك ولم تحنث يعني ما تركت القسم وبررت بالقسم فرحم الله سبحانه وتعالى
زوجة أيوب بهذا الأمر . يقول الله عز وجل
)وأيوب إذ
نادى ربه أني مسني
الضر وأنت أرحم الراحمين
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا
وذكرى للعابدين
({الأنبياء 82-83 } ويقول تعالى ) واذكر عبدنا
أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب أركض برجلك هذا مغتسل بارد
وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولى الألباب وخذ بيدك
ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه
أواب ({ص 40-43} عليه السلام فهذه قصة أيوب عليه
السلام وجاء بعده نبي أخر يقول عنه أكثر المؤرخون أنه ابن أيوب يقول الله
سبحانه وتعالى
)وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من
الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين
({الأنبياء 84-85} وصف الله تعالى إسماعيل وإدريس
وذا الكفل أنهم من الصابرين ومن الصالحين .

ذو الكفــــــل
ذو الكفل ابن
أيوب عليهما السلام ذكره الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن في القرآن
] وإسماعيل
وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين
[{ الأنبياء 84-85 }وذكره تعالى كذلك في موطن أخر
في القرآن
]واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل
وكل من الأخيار
[{ص 47 } ورث الصبر من أبيه أيوب وكان اسم
ذا الكفل بشر ابن أيوب ويسمى ذا الكفل لأنه تكفل لقومه أن يكفيهم أمرهم أي
واحد يحتاج هو يتكفل به ، وتكفل لهم أن يكون قاضيا بينهم بالعدل وتكفل
بأمر الله عز وجل ووفى به ، تكفل لله أن يقوم الليل كل ليلة وأن يصوم
النهار ولا يفطر وتكفل لله عز وجل أن لا يغضب وعاش حياته ومات وهو موفي
بهذه الأمور التي تكفل بها فسمي ذا الكفل ولم يذكر لنا من قصته إلا هذه
الأمور .


أصحاب الرس:

ومن الناس
الذين ذكرهم الله عز وجل في الكتاب أصحاب الرس يقول الله سبحانه وتعالى
]وعادا وثمودا
وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا
تتبيرا
[{الفرقان 38-39 } أقوام دمرت عاد وثمود وأصحاب الرس ويقول الله سبحانه
وتعالى
] كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس
وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة
[{ق 12-14 } قوم شعيب عليه السلام ] وقوم تبع كل
كذب الرسل فحق وعيد
[{ق 14 } يقول ابن عباس رضي الله عنهما
أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود والرس : بئر لما جاءهم نبيهم وأكثر
المؤرخين على أن اسم ذلك النبي حنظلة ابن صفوان فدعاهم إلى الإسلام فقتلوه
ورموا جثته في بئر ، في الرس فسموا أصحاب الرس فدمرهم الله سبحانه وتعالى