قصة سيدنا شعيب عليه السلام وقصة أصحاب القرية للدكتور طارق السويدان

Admin عدد المساهمات : 2950 تاريخ التسجيل : 29/04/2011

شعيــب عليه
الســلام

شعيب نبي
عربي ينتسب إلى مدين ابن مديان ابن إبراهيم عليه السلام فهو من ذرية مدين
من ذرية إبراهيم عليه السلام وخرج في قرية تسمى مدين والقبيلة التي تسكنها
تسمى مدين فكانت قرب مدينة معال المشهورة في الأردن اليوم فكانت مدين قرب
معال قرب بحيرة لوط بحيرة قوم لوط ، هذه البحيرة لما أمر الله سبحانه جبريل
عليه السلام فنزع قوم لوط فجعل عاليها سافلها ودمرهم جعل مكانهم بحيرة
مشهورة ومعروفة اليوم ببحيرة لوط عند البحر الميت وكان قوم شعيب عليه
السلام كفرة فجرة يعبدون الأصنام ويقطعون الطريق ، حرامية مجرمين وكانوا
يقفون في طريق التجار يأخذون الجمارك ظلما فإذا مر بهم أحد إلا ويأخذون عشر
أمواله بالإجبار وكانوا تجارا غشاشين يغشون ،كثيري الغش حتى انتشر بينهم و
الأنبياء بالإضافة إلى مهمة الدعوة في إرجاع الناس إلى العقيدة السليمة
والعبادة الصحيحة لله رب العالمين كانت لهم أيضا مهام اجتماعية وسياسية
واقتصادية نرى مثلا موسى عليه السلام كان يواجه طغيان فرعون وظلمه لبني
إسرائيل وشعيب عليه السلام كان يواجه قضية اقتصادية انتشار الغش في الأسواق
كثرة الغشاشين التجار ولوط عليه السلام كان يواجه قضية اجتماعية فكل نبي
من الأنبياء عليهم السلام كان يواجه قضية الدين ليس فقط عبادة وعقيدة وإنما
معايشة الأمر الواقع هذا منهج الأنبياء ،إذا كان انحراف بين القوم كانوا
يواجهون قضية العبادة والعقيدة ويواجهون ذلك الانحراف أيا كان نوعه فكان
الانحراف السائد في مدين أنحرف التجار وكثرة الغش وكانوا يعبدون كذلك شجرة
تسمى الأيكة وبذلك سماهم الله سبحانه وتعالى ] وإن كان
أصحاب الأيكة لظالمين [{الحجر 78 } وقال تعالى ]كذب أصحاب
الأيكة المرسلين [{الشعراء 176 }هم كذبوا شعيب لماذا قال كذبوا
المرسلين ما قال كذبوا الرسول تكذيب برسول واحد هو تكذيب بكل الأنبياء
لماذا لأن دعوة الأنبياء واحدة كلهم جاءوا بدعوة واحدة ] أن اعبدوا
الله واتقوه وأطيعون [{نوح 3 } هذه دعوة الأنبياء فاعبدوا الله
واتقوه وأطيعون ]اعبدوا الله مالكم من إله غيره [{هود 83 }هذه دعوة الأنبياء فالذي يكفر
بواحد منهم كفر بهم جميعا لأن دعوتهم واحدة ولذلك قال ] كذب أصحاب
الأيكة المرسلين [{الشعراء 176 } مع أنهم مل كذبوا إلا برسول
واحد . وبدأ شعيب عليه السلام يدعوهم

] وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا
قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم [{الأعراف 84 } جاءتكم الآيات والمعجزات ، كل
نبي من الأنبياء كان يأتي بمعجزة لكي يعرف الناس أنه على حق كيف يفرق بين
نبي وإنسان يَدَّعِي النُبٌوَّة ، النبي يأتي بمعجزة ، لا يأتي نبي إلا وقد
أتى بمعجزة . المعجزة أمر خارق للعادة ، شيء لا يستطيعه البشر ،ليس من صنع
البشر شيء معجز يخرق قوانين الأرض والكون ، إحياء ميت صخرة تنفلق وتخرج
منها ناقة عصا ترمى فتصبح حية تسعى وغيرها من هذه المعجزات ، إذا جاء إنسان
وادعى النبوة قلنا له هات معجزتك ما هي معجزتك ، و المعجزة حددوها بشروط
قالوا أمر خارق معجز خارق للعادة يكسر القوانين يظهره الله تعالى على يد
رجل صالح فمن شروطها أن يكون صالحا وأن يكون رجلا لا تكون للنساء ] وما أرسلنا
من قبلك إلا رجالا [{النحل 43 } فجميعهم رجال ومن شروطها أنه
يتحدى بها يعني يتحداهم أن يفعلوا مثلها يظهرها متى أراد . شعيب عليه
السلام تحدى قومه وجاءهم بمعجزة يقول الله سبحانه وتعالى على لسانه ]قد جاءتكم
بينة من ربكم [{الأعراف 84 }أمر بَيِّنْ ظاهر معجز] فأوفوا الكيل
والميزان [{الأعراف 84 }لا تغشوا لا تخدعوا الناس] ولا تبخسوا
الناس أشيائهم[{الأعراف 84 } لا تظلموا الناس وتأخذون من حقوقهم ] ولا تفسدوا
في الأرض بعد إصلاحها [{الأعراف 84 } لا تقطعوا الطرق ] ذلك خير لكم
إن كنتم مؤمنين ولا تقعدوا بكل صراط توعدون[{الأعراف84-85 } لا تجلسوا في طرق التجارة
تأخذون الجمارك من الناس تتوعدونهم ،إن لم تأخذوا منهم هذه الجمارك
آذيتموهم ] ولا تقعدوا بكل صراط توعدون
وتصدون عن سبيل الله [{الأعراف 85 } لا تكفروا]وتصدون عن
سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا واذكروا إذ أنتم قليل فكثركم [{الأعراف 85 } كان عددهم قليل فازدادت أعدادهم
بسرعة فكثرهم الله سبحانه وتعالى ] وانظروا كيف
كان عاقبة المفسدين [{الأعراف 85 } كانوا كما قلنا قريبين من قوم
لوط فيذكرهم ، انظروا ماذا حدث لقوم لوط أمرهم معروف وفي الآية الأخرى في
دعوته لهم ] إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت [{هود 88 } هذا الذي أستطيع وهذا المطلوب
من الدعاة أنت لست عليهم بمسيطر لا تستطيع أن تجبرهم على الإيمان والهداية
أنت تحاول أن تصلح ]إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب [{هود 88 }فلما دعاهم كفروا وكذبوا فكان
الرد ] قالوا يا شعيب أصلواتك [{هود 87 } هذا دينك صلاتك هنا مقصود بها
دينك] أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد
آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء [{هود 87 } دينك هذا الجديد أن نترك عبادة
ما كان يعبد آباءنا ودينك الجديد يتحكم فينا كيف نتصرف في أموالنا ، كما هو
الحال اليوم بعض الناس يريد الدين فقط للعبادة والمساجد لا يريد الدين
للسياسة والشؤون الاقتصادية وهذا شغل دنيا يريدون أن يفصلوا الدين عن
الدنيا هذا منهج قوم شعيب الكفرة

أصلواتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا أو أن نفعل في
أموالنا ما نشاء [{هود 87 }لا تتدخل في قضايا التجارة ليس
بعملك ] أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء
إنك لأنت الحليم الرشيد [{هود 87 } استهزاء أنت العاقل الذي لا
تغضب الآن تأتي وتقول لنا هذا الكلام يقول ابن عباس قالوها استهزاءا
يستهزئون به ولا يقصدون مدحه] إنك لأنت
الحليم الرشيد [{هود 87 } ولكن استهزاءا به فلما وصل بهم
الأمر إلى ذلك وبدأ ينذرهم] ويا قوم لا
يجرمنكم شقاقي [{هود 89 } لا تدفعكم عداوتي لا تستمروا في
العداوة معي فحذروا ] أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح
أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد [{هود 89 } أنتم قريبين منهم ورأيتم ماذا
حدث لهم] واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه
إن ربي رحيم ودود[{هود 90 } إذا توبوا كل شيء ينسى وتغفر
لكم الذنوب فقط استغفروا وقال لما أصروا ] فاصبروا حتى
يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين [{الأعراف 86 } فأنذرهم الإنذار الأول فهل
اتعظوا وهددهم أن مصيرهم قد يكون مثل مصير هؤلاء القوم فهل امتنعوا كلا] قالوا إنما
أنت من المسحرين [{الشعراء 185 } أنت مسحور ] وما أنت إلا
بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء [{الشعراء 186-187 } نزل علينا قطع عذاب من السماء] إن كنت من
الصادقين [{الشعراء 187 } بدءوا يتحدونه ، نفس المنهج الذي سار عليه الذين من قبلهم
عاد ،ثمود، قوم لوط نفس المنهج يدعوهم فيأبون فيلح عليهم فيصرون فيحذرهم
فيعاندون ويطلبون العذاب، فيأتيهم الإنذار الأخير قال الله سبحانه وتعالى
عن موقفه معهم ] قال الملأ الذين استكبروا من
قومه [{الأعراف 87 } بدأ التهديد بدأت المواجهة كما حدث مع الأمم السابقة] قال الملأ
الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو
لتعودن في ملتنا قال أَوَلَوْ كنا كارهين[{الأعراف 87 } إذا استمرت على الدعوة نطردك من
مدين فأخذ يدعوهم على أمل أن ينجو من العذاب فرضوا أن يسمعوا له فبدءوا
يسمعون ماذا يقول بعدما ينتهي يقولون له لم نفهم شيئا أنت لم تفهمنا فيعيد
عليهم فيقولون ما فهمنا بدءوا يلعبوا معه] قالوا يا
شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول [{هود 91 } لم نفهم ،كيف تفعل مع إنسان
وتشرح له وتأكد ويقول لك ما فهمت وتعيد ويقول لم أفهم وتعيد ويقول لك لم
أفهم ماذا تعمل ]قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما
تقول وإنَّا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز[{هود 91 } لولا عائلتك وقبيلتك التي تحميك
لرجمناك وما أنت علينا بعزيز] قال يا قوم
أرهطي أعز عليكم من الله [{هود 92 } يعني تخافون من قومي ولا تخافون
من الله فعندها دعا عليهم]ويا قوم
اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب
وارتقبوا إني معكم رقيب [{هود 93 }انتظروا العذاب ودعا بأن يفصل
الله سبحانه وتعالى بينه وبيتهم رفضوا الاستماع وبدءوا يهددونه بالطرد
وينتظرون غفلة من قومه حتى يرجمونه فعندها دعا ]ربنا افتح
بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين [{الأعراف 88 } دعا الله سبحانه وتعالى أن يفصل
الأمر وفعلا جاء الفصل فنجى الله سبحانه وتعالى شعيبا والذين آمنوا معه
وبدأ العذاب العجيب ينزل على مدين ، ليس صنف واحد من العذاب بل أصناف من
العذاب والله سبحانه وتعالى يرينا مظاهر قدرته سبحانه في أصناف العذاب
رأينا كيف دمرت عاد ] بريح صرصر عاتية سخرها عليهم
سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية
فهل ترى لهم من باقية [{الحاقة 5-6 }رأينا كيف عذبهم بالريح أما قوم
شعيب فعذبهم بالعكس أوقف الهواء سبحانه ما يتحرك هواء وظلوا أيام بدون هواء
واشتد الحر حتى كادوا يهلكوا ما فيه نسمة هواء لا يوجد ريح يتحرك ثم إن
الله سبحانه وتعالى أرسل غيمة كبيرة خارج القرية وفيها ظل فخرج الناس كل من
في مدين رجالهم ونساءهم وأطفالهم كلهم خرجوا يريدون الظل أُصيبوا الحر
الشديد فجلسوا تحت الظل تحت هذه الغيمة فلما جلسوا تحتها بدأت الأرض تتزلزل
تحتهم بدأت الرجفة فسقطوا كلهم على ركبهم ثم جاء جبريل عليه السلام فصرخ
فيهم صرخة واحدة فماتوا أجمعين يقول الله سبحانه وتعالى ] فأخذهم عذاب
يوم الظلة [{الشعراء 189 } يوم الظل لما فقدوا الظل
وفقدوا الهواء ويريدون الظل فجاءهم الظل الذي فيه العذاب لما قالوا أرسل
علينا كسفا من العذاب من السماء]فأسقط علينا
كسفا من السماء [{الشعراء 187 } أُرسل لهم العذاب من السماء ]فأخذتهم
الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين [{الأعراف 90 } يقول الله سبحانه وتعالى] ولما جاء
أمرنا نجينا شعيب والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة
فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود [{هود 94-95 } نفس المصير .

وانصرف
شعيب عليه السلام بعيدا عنهم وهو متحسر وهو يقول ]فتولى عنهم
وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين [{الأعراف 92 } ورجع بعد ذلك إلى مدين ، مدين
لم تدمر بقيت كما هي بل دمر أهل مدين ، وعاش في مدين وبدأ الناس يأتون إلى
مدين مرة أخرى وبدأت مدين تنتعش من جديد وكان أكثرهم على الإيمان لأنهم
الذين آمنوا مع شعيب والكفار الذين جاءوا من خارجها وهي مدين التي جاء
إليها موسى عليه السلام ، فمدين بقيت حفظت ولم تدمر وسنذكر قصة موسى عليه
السلام مع مدين في موعدها

أصحاب القــرية في
سورة يس

يقول الله سبحانه وتعالى ]واضرب لهم
مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون [{يس 12 }أكثر المؤرخين على أن هذه القرية
هي قرية إنطاكية في شمال الشام قرب تركيا] إذ أرسلنا
إليهم اثنين [{يس 13 }نبيين في نفس الوقت ليدعوا هذه
القرية]فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا
إنا إليكم مرسلون [{يس 13} ثلاث أنبياء في نفس الوقت ذكر
المؤرخون أن أسماء هؤلاء الأنبياء صادق وصدوق وشلون والله أعلم وبدءوا
يدعون قومهم وينبهونهم ويقولون ] وما علينا
إلا البلاغ المبين [{ يس 16 }نحن لا نستطيع أن نهديهم علينا
أن نبلغ والهداية بيد الله عز وجل فكان الرد الشنيع كرد الأمم السابقة ] قالوا ما
أنتم إلا بشر مثلنا [{يس 14 }قالوا من أَنْتُمْ] قالوا ما
أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون [{يس 14 }وظل الرسل يدعون هؤلاء الناس وهم
مصرين فوصل الأمر إلى المفاصلة مرة أخرى]قالوا إنا
تطيرنا بكم [{يس 17} نتشاءم بكم لا نريد أن نراكم
إذا اقتربوا منهم ابتعدوا عنهم قالوا هؤلاء شؤم نحس] قالوا إنا
تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم [{يس 17 } أولا اعتزلوهم وقالوا لا نريد
أن نراكم أنتم نحس أنتم شؤم ثم هددوهم بالرجم وبالعذاب الأليم فرد عليهم
المرسلون ]قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل
أنتم قوم مسرفون [{يس 18}تعديتم الحد ، وصلت إلى الحد
الذي دمر به الله عز وجل القرى من قبلكم ، لما يصل الأمر إلى تهديد النبي
بالرجم أو بالطرد أو بالعذاب عندها يتدخل الله عز وجل فأنتم أسرفتم ووصلتم
إلى مرحلة خطيرة وصلتم إلى مرحلة الإسراف فتوقفوا عند هذا الحد هنا جاء رجل
يشعر بالخطر وصل قومه إلى نفس المستوى الذي وصلته الأمم السابقة وصلوا إلى
تهديد الرسل بالرجم والعذاب والطرد فخاف على قومه من العذاب . أكثر
المؤرخين على أنه حبيب النجار رحمه الله ورضي عنه]وجاء من
أقْصَا المدينة [{يس 19 } كان يعمل في خارج المدينة في
أطراف المدينة فشعر أن العذاب اقترب فجاء يسعى يركض ، يركض ركضا من حرصه
على قومه ومن حرصه على تبليغهم أمر الدعوة ]وجاء من أقصا
المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا
وهم مهتدون [{يس 19 - 20} ناس على صلاح وهداية لا يأمرونكم
بشر يأمرونكم بأخلاق سامية عظيمة]ومالي لا أعبد
الذي فطرني وإليه ترجعون ءآتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن
عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون [{يس 21 –22 }هذه الآلهة هذه الأصنام ما
تفيدني لا تستطيع أن تنقذني إذا الله سبحانه وتعالى أراد أن يؤذيني ]إني إذاً لفي
ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون «{يس 23-24 } فكان رد قومه قالوا أنت معهم فأخذوه ووضعوه في الأرض
وبدءوا يدوسون عليه يروي ابن عباس أنهم داسوا عليه حتى أخرجوا قصبة حلقه
خرجت بلاعيمه إلى خارج فقتلوه رحمه الله سبحانه وتعالى يقول ]قيل ادخل
الجنة [{يس 25 } فورا شهيد رحمه الله ، الله سبحانه وتعالى هكذا في سياق
القرآن سبحانه يختصر ، فلأمر واضح يختصر لم يقل فأخذوه فقتلوه فقيل ادخل
الجنة الأمر واضح ]قيل ادخل الجنة[{يس 25 } فورا دخل الجنة الآن يتمتع في
الجنة يطير فيها مع الشهداء في حواصل طير خضر يسرحون في الجنة ويمرحون كيف
شاءوا فلما رأى هذا النعيم قال في الجنة لما دخل الجنة قال الله سبحانه
وتعالى يذكر لنا ماذا قال في الجنة ]قال يا ليت
قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين [{يس 25 -26} ذنوبي كلها راحت بالشهادة ذهبت
الذنوب وما أعظم الشهادة في سبيل الله نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا
جميعا الشهادة في سبيله ، هو إكرام عظيم ، منزلة عظيمة من الله عز وجل فلما
وصل الأمر إلى هذا أن الذي يؤمن يفعل به ذلك فعندها جاء التدخل الإلهي
يقول الله سبحانه وتعالى]وما أنزلنا
على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا مُنْزِلين [{يس 27} ما أنزلنا جنود من السماء وما
أنزلنا قوات مسلحة ما أنزلنا جند من السماء وما كنا الأمر يحتاج ذلك]إن كانت إلا
صيحة واحدة [{يس 28 } نزل جبريل عليه السلام وصرخ
صرخة واحدة ]فإذا هم خامدون يا حسرة على
العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون [{يس 28-29 } كفروا بالله عز وجل القوي
العزيز ، مخلوق من مخلوقات الله بصرخة واحدة جعلهم جميعا هامدين خامدين
فسبحان القدير الذي خلق جبريل ، هذا جبريل بهذه القوة فكيف بخالق جبريل
سبحانه .فهذه قصة أصحاب القرية الذين كذبوا المرسلين ، هذه أحداث الأمم
والقرى والرسل عليهم السلام الذين جاءوا بين إبراهيم وشعيب وقصهم الله
تعالى علينا في القرآن ، وننتقل إلى قصة هي من أعظم قصص القرآن وأكثر قصص
القرآن تفصيلا قصة نبي الله ورسول الله من أولي العزم من الرسل موسى عليه
السلام

» قصة قابيل وهابيل وقصة سيدنا شيث عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا يحي عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا نوح عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا سليمان عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» قصة سيدنا يوسف عليه السلام للدكتور طارق السويدان