2 تابع قصة سيدنا سليمان عليه السلام للدكتور طارق السويدان

Admin عدد المساهمات : 2950 تاريخ التسجيل : 29/04/2011

جيش لا
يستطيع أحد أن يقف أمامه[ ولنخرجنهم
منها أذلة وهم صاغرون]{النمل 38 } سنسيطر على ملكهم ويذلون لي إلا
إذا استسلموا بدون قتال ، فرجع الرسل وأخبروها وقالوا لها ليست هناك فائدة
ولا عمل سلموا ، فأرسلت إلى سليمان سنأتيك خاضعين ، فقال وهو ينتظرها تأتي[ قال يا أيها
الملأ ]{النمل 39 } يكلم الناس والجن الذين عنده [ آيكم يأتيني
بعرشها ]{النمل 39 } من يأتي بعرشها العظيم هذا الذي
في سبأ ] قبل أن يأتوني مسلمين [{النمل 39 } قبل أن تأتي هي والوفد الذين
معها ، من يستطيع أن يأتي بالعرش [قال
عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك]
[{النمل 40 } قبل أن ينتهي المجلس ، كان يجلس من الفجر إلى الظهر ، قبل
أن ينتهي المجلس يكون العرش عندك ]وإني عليه
لقوي أمين]{النمل 40 } قوي أستطيع أن أحمله ، أمين لا
أمس الجواهر التي فيه[قال الذي عنده علم من الكتاب]{النمل 41 } اختلفوا من هذا الذي عنده من الكتاب ، قيل أحد كبار
علماء بني إسرائيل آتاه الله سبحانه وتعالى علم اسم الله الأعظم الذي إذا
دعي به أجاب ، هذه رواية ، والرواية الأخرى أن الذي عنده علم من الكتاب هو
جبريل عليه السلام ، لكن الرواية الأولى أرجح أنه أحد علماء بني إسرائيل[ قال الذي
عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك]{النمل 41 } قبل ما تنظر إلى أخر الأرض وترجع يكون عندك ، نظر
سليمان إلى أخر الأرض ورفع نظره فوجد العرش أمامه[ فلما رآه
مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي [{النمل 41 } أي عظمة هذه أي قدرة هذه أن
يكون عنده من جنوده من يفعل له ذلك ] هذا من فضل
ربي ليبلوني [{النمل 41 } يختبرني ] أأشكر أم
أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإنَّ ربي غني كريم [{النمل 41 } ثم أمر بأمر [قال نكروا لها عرشها [{النمل 42 } غيروا العرش ، فجاءوا وأخذوا
الجواهر من هنا ووضعوها هنا ، نفس العرش لكن غيروا أماكن الجواهر التي فيه] نكروا لها
عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون [{النمل 42 } ولما وصلت ودخلت عليه وبدأ
يتكلم معها أراها العرش وهي متعجبة أي عرش هذا [فلما
جاءت قيل أهكذا عرشك [{النمل 43 } لم يقل لها أهذا عرشك قال أهكذا
عرشك ، فكان جوابها أعلم وأحكم ما قالت نعم ، العرش تركته وراءها كيف جاء
ولم تقل لا ، فعلا مثل عرشها لكن يختلف قليلا فقالت كلمة عجيبة]قالت كأنه هو
[{النمل 43 } يعني تحتمل أنه هو وتحتمل أنه غير ذلك وتحتمل الشبه ، فجمعت
كل هذه الاحتمالات في كلمتين ]كأنه هو [{النمل 43 } فأي علم هذا أنه ممكن أن يكون
هو وممكن لا وممكن يشبهه في كلمتين كأنه هو ، يقول الله سبحانه وتعالى على
لسان سليمان لما سمع كأنه هو تعجب من فصاحتها ومن علمها [وآتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين [{النمل 43 } أنا أعلم منها وأنا مسلم ، هي
عالمة حكيمة لكن سليمان أعلم منها ومسلم ، فبقيت على ظلالها لم تؤمن خضعت
لسليمان لكنها لم تؤمن بعد ظلت على الكفر [وصدها
ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين [{النمل 44 } فأراد سليمان أن يريها شيئا ليس
من صنع البشر فأخرجها إلى الصرح ، الصرح : قصر من زجاج ناعم جدا لا يكاد
يرى ولا يعكس النور ، وجعل تحت هذا الزجاج الناعم العجيب الماء يجري ،
فدخلت القصر فإذا بحيرة ماء قال ادخلي قالت ماء قال ادخلي فرفعت ثوبها
ودخلت تريد أن تخوض في الماء فداسته وإذا به زجاج ، فتعجبت ما هذا ؟ شيء
ليس من صنع البشر ، صنعته الجن] قيل لها
ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة [{النمل 45 } حسبته بحر] وكشفت عن
ساقَـيْها [{النمل 45 } فلما داست وعرفت أنه زجاج قال لها] قال إنه صرح
ممرد من قوارير [{النمل 45 } مصنوع صناعة دقيقة من زجاج ،
القوارير : الزجاج ، فلما رأت هذا عرفت أن هذا ليس بملك وإنما نبي من عند
الله رب العالمين فآمنت] قالت رب إني
ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين[{النمل 46 } فأسلمت بلقيس ، وفي روايات
كثيرة أنه تزوجها سليمان عليه السلام
من أعظم
أفعال سليمان عليه السلام أنه جدد بناء المسجد الأقصى الذي بناه يعقوب عليه
السلام ، جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي مسجد
وضع أولا في الأرض قال المسجد الحرام وضعه، بناه إبراهيم عليه السلام قال
ثم أي يعني من بعده قال المسجد الأقصى بناه يعقوب وبينهما أربعين سنة، قال
كم بينهما قال أربعين سنة ، فلما سيطر على القدس دمر المجسد الأقصى ، فلما
جاء سليمان بناه فجدد بناءه وبنى معه هيكل سليمان وكان مقدسا عند اليهود
وما يزالون يبحثون عنه اليوم وبالتأكيد هو قريب من المسجد الأقصى لأنه بناه
مع المسجد الأقصى ، وفضل المسجد الأقصى جاء في أحاديث كثيرة ، صلاة في
المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وصلاة في مسجدي هذا بألف صلاة وصلاة في
المسجد الأقصى بخمس مائة صلاة ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سليمان لما بني المسجد بيت المقدس سأل ربه
عز وجل ثلاثة أشياء فأعطاه الله اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة .
سأله حكما
يصادف حكمه يعني يقضي العدل بحكم الله ، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده
فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في المسجد
الأقصى خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه وأسأل الله أن تكون لنا رواه
الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة .

توفي
سليمان عليه السلام عن اثنين وخمسين سنة بطريقة عجيبة كل هذا الملك العظيم
بعظمته وبكل ما وصل إليه من فصاحة وقدرات إلا أنه بشر والبشر يموتون ، مهما
وصل الإنسان من قوة ومن جبروت ومن عظمة لم يكن بعظمة ملك سليمان عليه
السلام لكنه مات صلى الله عليه وسلم [إنك
ميت وإنهم ميتون ]{الزمر 29 } وأراد الله سبحانه وتعالى أن
يجعل في موته عبرة وعظة لأن الناس في ذلك الزمان فتنوا بالجن حتى أنهم
كانوا يظنون أن الجن يعلمون الغيب ، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يريهم من
خلال موت سليمان عليه السلام أن الجن لا تعلم الغيب ، وفي يوم سخر سليمان
عليه السلام الجن تسخيرا شديدا ، فأخذوا يعملون من بين يديه وهو واقف
يراقبهم ، وكان إذا وقف يراقبهم لا يكسلون ، يخافون منه خوفا شديدا وكان
يعذبهم في الدنيا قبل عذاب الآخرة ، هكذا سخرهم الله سبحانه وتعالى له فوقف
يراقبهم وكان عمره 52 سنة ، وأخذوا يعملون أياما وهو ينظر إليهم ولا
يرتاحون ، وأنه أخذ عصاه ووضع كفيه على العصا ووضع رأسه على كفيه واستند
على العصا يشاهد وهم يعملون يخافون منه ، وبينما هو على هذا الحال قبض الله
سبحانه روحه وظلت عيناه مفتوحتان ، والجن يعملون يظنونه حيا ، وجاء خليفته
من بعده فعرف أنه قد مات لكنه أظهر أن سليمان عليه السلام حيا فكأنه يهمس
في أذنه ويذهب ويرجع في كل يوم على هذا الحال ، وظل الجن يعملون وسليمان
عليه السلام واقف لا يتحرك ، سنة كاملة وهو على هذا الحال والجن متعجبين
سنة كاملة لا يتحرك ، لا يأكل لا يتكلم ، لكن واقف فاتح العينين وهم
يتهامسون لعله مات لكن خائفين أن يبادروا أو يفعلوا أي شيء ، في هذا الوقت
الله سبحانه وتعالى أرسل الأرضة التي تأكل الخشب ، دابة الأرض فأخذت تأكل
من العصا ، فلما ضعفت العصا انكسرت وخر سليمان عليه السلام ، سقط فتبينت
الجن أنه ميت من سنة وتبين الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب ، لو كانوا
يعلمون الغيب لعرفوا أن الذي يحكمهم ميت يقول الله سبحانه وتعالى [فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة
الأرض تأكل منساته]{سبأ 14 } تأكل عصاه [فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما
لبثوا في العذاب المهين]{ سبأ 14 } فهذا أمر الله عز وجل أراد أن
يظهره للناس أن الجن ضعاف ومخلوقات لا تعلم الغيب وإنما مسخرة بأمر الله
سبحانه وتعالى .
ومرت
الأيام على بني إسرائيل في فلسطين وانحرفوا كثيرا عن منهج الله عز وجل ،
وأراد الله سبحانه وتعالى أن يجدد لهم دينهم وكانوا قد فقدوا التوراة ونسوا
كثيرا من آياتها فبعث الله سبحانه وتعالى عليهم عُزَيْر

» قصة سيدنا سليمان عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» 2 تابع قصة سيدنا عيسى عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» 3 تابع قصة سيدنا عيسى عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» 2 تابع قصة سيدنا موسى عليه السلام للدكتور طارق السويدان
» 3 تابع قصة سيدنا موسى عليه السلام للدكتور طارق السويدان