Admin Admin
عدد المساهمات : 2950 تاريخ التسجيل : 29/04/2011
| موضوع: غزوة أحد...كأنك تراها (2) السبت يونيو 11, 2011 4:56 pm | |
| الجزء الثاني
كان أول حادث, بعد اصطفاف الجيشين, هو محاولة أحد الخونة من الأوس (وكان يدعى في الجاهلية "أبا عامر الراهب" فسماه النبي "أبا عامر الفاسق") لتأليب الأوس ولكن كان ردهم : لا أنعم الله بك عينا يا فاسق, ورشقوه بالحجارة فانسحب بسرعة إلى صفوف قريش. بعدها, انطلق النبّالة من الجانبين يتراشقون. وكان هذا الإجراء بمثابة مبارزة في المدفعية بين نبّالة قريش المائة ونبّالة المسلمين, الذين كانوا إما في المجموعة الموجودة في "عينين" أو المنتشرين على طول الصف الأمامي للمسلمين. ثم انطلقت عدة رشقات من النبال. وتقدم خالد تحت تغطية نبّالة قريش سريته لمهاجمة الجناح الأيسر للمسلمين, لكنه أجبر على التراجع بسبب رمايات نبّالة المسلمين الدقيقة. وبعد أن انتهت رمايات النبّالة, سمع إنشاد نساء قريش مجددا (نحن بنات طارق...). ثم بدأت المرحلة الثانية بمبارزات بين أبطال الجيشين. فخرج طلحة بن أبي طلحة, حامل راية قريش, من الصف الأمامي- وكان من أشجع فرسان قريش- وهو راكب على جمل يدعو للمبارزة, فأحجم عنه الناس لفرط شجاعته, فإذا برجل يقدم إليه حين يحجم الناس, إنه الزبير ابن العوام, ولم يمهله بل وثب إليه حتى صار معه على جمله, ثم اقتحم به الأرض فألقاه عنه وذبحه بسيفه. فلما رأى النبي والمسلمون هذا الصراع كبروا وقال في الزبير (إن لكل نبي حواريا, وحواري الزبير). أصبحت المبارزات الآن أكثر انتشارا. وكان أقرباء طلحة يلتقطون الراية الواحد تلو الآخر, فحملها أخوه أبو شيبة عثمان بن أبي طلحة فتقدم إليه حمزة بن عبد المطلب فضربه ضربة بترت يده مع كتفه, حتى وصلت إلى سرته, فبانت رئته. ثم رفع الراية أبو سعد بن أبي طلحة, فتقدم إليه علي بن أبي طالب فضربه وقتله, ثم رفع الراية مسافع بن طلحة بن أبي طلحة, فرماه عاصم بن ثابت بسهم فقتله, فحمل الراية بعده أخوه كلاب بن طلحة بن أبي طلحة, فانقض عليه الزبير بن العوام وقاتله حتى قتله, ثم حمل الراية أخوهما الجُلاس بن طلحة, فطعنه طلحة بن عبيد الله وقضا عليه, ثم بعد مقتل جميع بيت طلحة أخد راية المشركين أرطاة بن شرحبيل, ولكن ما لبث أن قتله علي ابن أبي طالب. وأستمر التركيز على الراية حتى سقطت. كما أن أبا سفيان خرج للمبارزة أيضا وتقابل مع حنظلة بن أبي عامر الذي كان مرتجلا. وقبل أن يتمكن أبو سفيان من استخدام رمحه أو استلال سيفه, ضرب حنظلة القائمتين الأماميتين لحصانه وطرحه أرضا. فصرح أبو سفيان طالبا النجدة وجاء أحد رجاله واشتبك في مبارزة مع حنظلة وقتله. وانسحب أبو سفيان بسرعة إلى صفوف قريش. وقد خرج من صفوف قريش عبد الرحمن بن أبي بكر للمبارزة فاستل الصّديق سيفه واستعد للتقدم حتى يقاتله غير أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أوقفه. وفيما بعد أصبح عبد الرحمن واحدا من أشجع المحاربين المسلمين في معارك الشام. بعد المبارزات مباشرة, عم القتال والتحم الجيشان واشتبك المقاتلون بالأيدي. كان المسلمون يتفوقون بالشجاعة وباستخدام السيف, لكن هذا التفوق لم يجد نفعا بسبب تفوق قريش العددي. وعندما أشتد القتال قام خالد بهجمة أخرى باتجاه الجناح الأيسر, حيث كان النبي, لكنه رد على أعقابه مرة أخرى بواسطة نبّالة المسلمين الموجودين في "عينين". وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل سعد بن أبي وقاص على الأهداف وكان سعد يحقق إصابات مؤكدة.
| |
|