إسماعيل عليه
السلام


أما
إسماعيل عليه السلام فلقد ذكرنا لكم شيئا من قصته ولم تفصل لنا القصة أكثر
من ذلك و ذكره الله سبحانه و تعالى في الكتاب
)وأذكر في
الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد
({مريم 54 } و هذه عبادة الصدق في المواعيد ،
عبادة تركها الناس الله سبحانه و تعالى وصفه بهذا الوصف لأنه كان يلتزم
مواعيده حتى أنه واعده رجل فذهب إلى الموعد فنسي الرجل و ظل إسماعيل ينتظر
من الفجر إلى الليل ينتظر فتذكر الرجل فذهب فقال أنت على مجلسك منذ الفجر
قال نعم فسماه الله تعالى صادق الوعد
)وأذكر في
الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا و كان يأمر أهله
بالصلاة و الزكاة و
كان عند ربه مرضيا ({مريم 54-55 } فمن صفاته عليه السلام إنه كان
حريصا على أن يعبد أبناءه و بناته يعبدون الله عز و جل و كان يذكرهم
بالصلاة و يذكرهم بالزكاة باستمرار و هذا من صفات الأب المسلم المؤمن إذا
حان وقت الصلاة أيقظهم و إذا جاء وقت الزكاة ذكرهم ، الصدقة ذكرهم اقتدى
بالأنبياء في ذلك




إسحاق عليه السلام

وأما
إسحاق عليه السلام أيضا ذكرنا لكم قصته ولم تفصل لنا سوى أن الله سبحانه و
تعالى ذكره في القرآن
)ووهبنا له
إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا
لهم فعل الخيرات و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين
({الأنبياء 71 }ومات إسحاق عليه السلام في عمر
حوالي 175 سنة كذلك و دفن كذلك في الخليل أما إسماعيل عليه السلام فدفن في
مكة المكرمة هكذا كانت قصة واحد من أعظم الأنبياء في التاريخ و الرسل
المكرمين عند الله عز و جل إبراهيم عليه السلام و ذكرنا معها قصة ابنيه
إسحاق و إسماعيل عليهما السلام و نرجع إلى قصة لوط عليه السلام التي حدثت
في حياة إبراهيم عليه السلام و لوط يكون إبراهيم عمه و هو ابن أخ إبراهيم
عليه السلام .


لوط عليه السلام
هو لوط ابن
هاران ابن تارح ، تارح هو أب إبراهيم عليه السلام أو آزر ، لوط ابن هاران
ابن آزر أو ابن تارح ابن أخ إبراهيم عليه السلام ذكره الله تعالى في القرآن
27 مرة في 14 سورة و كان أبوه قد مات و هو صغير فتربى في بيت تارح مع عمه
إبراهيم فكان في نفس البيت الذي فيه إبراهيم و أحب إبراهيم حبا شديدا من كل
قلبه و لما كانت معجزة النار لما ألقي فيها إبراهيم عليه السلام فكانت
عليه بردا و سلاما و شاهد الناس هذا المشهد و لم يؤمنوا آمن لوط يقول الله
سبحانه و تعالى
) فآمن له لوط ({العنكبوت 25 } فلما هاجر إبراهيم
عليه السلام هاجر معه لوط
)وقال إني
مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم
({ العنكبوت 25}ثم ذكرنا لكم كيف أنه أمره عليه
السلام لما رجع من مصر إلى فلسطين أن يذهب إلى المؤتفكة سدوم ، سدوم عند
البحيرة التي يسمونها اليوم بحيرة لوط عند البحر الميت و كانت مركزا تجاريا
و محطة سفر كان الناس المسافرين يقفون عندها و كانوا قوما كفرة ليس فيهم
مؤمن يقول الله سبحانه و تعالى على لسان الرسل الذين حطموا و دمروا قرية
سدوم
)فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين
فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين
({الذاريات 35-36 } بيت لوط الذي كان مسلم و
الباقي كلهم كفار و كانوا فجرة من أشد الناس فسقا و فجورا و تفننوا في
الفجور و ابتدعوا فجورا لم يفعله أحد قبلهم في العالمين يذكره الله سبحانه و
تعالى لنا في الكتاب
)ولوطا إذ قال
لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال
شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون
({الأعراف 78-80 }الشذوذ الجنسي بدءوه هؤلاء و
يأتي اليوم الذي يقول لك الشذوذ الجنسي هو فطري و في الجينات كلام فارغ ما
في الجينات و لا فطري و لا شئ بل انحراف و ضياع و فسق و فجور ما كان في
البشر هو فطري و جينات كان في البشر قبل قوم لوط عليه السلام لكنه انحراف و
فسوق ابتدعه هؤلاء و يقول الله سبحانه وتعالى على لسان الملائكة
) إنا أرسلنا
إلى قوم
مجرمين ({الذاريات 32 } وصفوهم بأنهم مجرمين )إلا آل لوط
إنا لمنجوهم أجمعين
({الحجر 59 } و قال لهم نبيهم لوط عليه السلام
) أتأتون الذكران من العالمين و
تذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم
({ الشعراء 165-166} تركوا معاشرة النساء و صاروا
يعاشرون الرجال
)بل أنتم قوم عادون ({ الشعراء 166}اعتداء غلو شديد هذا ، الله
سبحانه و تعالى مستنكر هذه المسألة و يبشعها لنا في آيات كثيرة تؤكد لنا
تبشيع هذا الأمر
)ولوطا إذ قال لقومه أتأتون
الفاحشة وأنتم تبصرون
({ النمل 56}و كانوا يفعلونها علنا ما كانوا
يختبئون يبصرون بعضهم يفعلون هذا الأمر وصل بهم الأمر بالفحش و الفسوق إلى
هذا
) أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون
أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون
({النمل 56-57 } أنظر إلى الصفات التي وصف بها
قوم لوط ما وصف قوم في القرآن كما وصف قوم لوط كفرة مجرمين مسرفين فاسقين
معتدين جاهلين ، كل الصفات تجمعت فيهم
)بل أنتم قوم
تجهلون
({النمل 56 })ولوطا إذ قال
لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أينكم
لتأتون
الرجال و تقطعون السبيل
({العنكبوت 27-28 } مجرمين قطاع طرق )و تأتون في
ناديكم المنكر
({العنكبوت 29 } لما يجلسون يجتمعون في النوادي
يفعلون المنكرات و من ببين المنكرات كانوا قد فقدوا كل أنواع الحياء حتى
أنهم كانوا يخرجون الريح ، أصوات الريح يخرجونها في النوادي و يتضاحكون
الله سبحانه و تعالى إذا يعلمنا أن هذا الأمر الشنيع منكر
)و تأتون في
ناديكم
المنكر ({العنكبوت 29 } فتجمعت فيهم صفات الشر و تعب
معهم لوط عليه السلام و أخذ يدعوهم
)كذبت قوم لوط
المرسلين إذ
قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون
إني لكم رسول أمين فاتقوا الله و أطيعون و ما أسألكم عليه من أجر إن أجري
إلا على الله رب العالمين
({الشعراء 160-165 } نفس الدعوة دعوة كل الأنبياء
ماذا كان الرد
)فما كان جواب قومه إلا أن قالوا
إيتنا بعذاب الله إن
كنت من الصادقين ({العنكبوت 29 } نفس الرد الذي رد به قوم نوح و
هود و عاد لما تحدوا قالوا إيتنا بالعذاب
)إيتنا بعذاب
الله
إن كنت من الصادقين ({العنكبوت 29 } و في الآية الأخرى )و لقد أنذرهم
بطشتنا
({ القمر 36} حذرهم و نبأهم أنهم سيتحطمون سيبطش بكم الله عز و جل )فتماروا
بالنذر
({القمر 36 }و قي الآية الأخرى: ) فما كان
جواب قومه إلا أن قالوا
أخرجوا آل لوط من قريتكم
إنهم أناس يتطهرون
({ النمل 58} شرف الجريمة ، الجريمة أنهم
يتطهرون ، ما يريدون في هذه القرية إلا أناس كلهم أهل فواحش و فسق و فجور
ما يريدون و لا واحد من المتطهرين كلهم أهل فسق و فجور و فحش إلا لوط و
ابنتاه فقط و الباقي كلهم أهل فحش و كفر ما عاقبهم على إخراجهم لوط عليه
السلام يطردونه من القرية
) قالوا لئن
لم تنته يا لوط لتكنن من
المخرجين قال إني لعملكم لمن
القالين
({الشعراء 167-168 } عملكم هذا أنا أرفضه و أعتزلكم و أخذ يدعو عليهم )رب نجني و
أهلي مما يعملون
({الشعراء 169 } و في الآية الأخرى لما يئس
منهم و أصروا على إخراجه و الآن ما استطاع حتى أن يدعوهم قالوا تدعنا
سنطردك من القرية فجلس في بيته يعبد الله عز و جل و ما كان عنده عصبة جاءهم
مهاجر ما كان عنده قبيلة أو عائلة تنصره ، ليس معه أحد يؤوي إليه فجلس في
بيته و أخذ يدعو عليهم :
)قال رب
أنصرني على القوم المفسدين
({ العنكبوت 30} هذا وصف أخر لهم ، انظروا كيف
تجمع عليهم الأوصاف عندها استجاب الله سبحانه و تعالى و أرسل الرسل
الملائكة جبريل و ميكائيل و ملك الموت و في رواية كان معهم إسرافيل عليهم
السلام فذهبوا إلى إبراهيم أولا ليبشروه بإسحاق عليه السلام ، إبراهيم عليه
السلام سألهم
) قال فما خطبكم أيها المرسلون
قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة
({ الذاريات 32-34}مسومة
يعني معلمة يعني كل واحد مكتوب اسمه على حجر كل واحد له حجر خاص به مسوم
معلم
) مسومة عند ربك
للمسرفين
({ العنكبوت 34} وصف أخر إسراف و في الآية الأخرى تفصل لنا الذي حدث بين
إبراهيم و هؤلاء الملائكة
)و لما جاءت
رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا
ظالمين
({ العنكبوت 31
وصف أخر
تجمعت أوصاف السوء على أحد كما تجمعت على قوم لوط عليه السلام أخبث قوم
مروا على الرسل هؤلاء فبدأ إبراهيم عليه السلام يجادلهم كيف سيحطموا سدوم ،
بدأ يفكر سيحطموا سدوم و فيها لوط فقال لهم أتهلكون قرية فيها ثلاثة مائة
مؤمن قالوا لا إذا كان فيها ثلاثة مائة مؤمن ما نحطمها ، قال فإن كان فيها
مائتين قالوا لا قال فإن كان فيها أربعين قالوا لا نهلكها قال فأن كان فيها
أربعة عشر قالوا إذا كان فيها أربعة عشر ما نهلكها قال فإن كان فيها واحد
قالوا حتى و لو كان فيها واحد ما نهلكها قال فإن فيها لوطا ، جاء الأمر في
القرآن الكريم
)قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية
إن أهلها كانوا ظالمين قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه و
أهله إلا امرأته كانت من الغابرين
({العنكبوت 31-32 } نحن عندما نحطمها لن يكون فيها
لوط سنحطمها بعدما ننجي المؤمنين و في الآية الأخرى تشير إلى جدال إبراهيم
عليه السلام معهم
)فلما ذهب عن إبراهيم الروع ({هود 73 } الروع الخوف أي خوف الخوف منهم
لما جاءوه و لم يأكلوا ذهب عنه الخوف و جاءته بالبشرى
) وجاءته
البشرى يجادلنا في قوم لوط
({ هود 73}بدأ يناقشنا لا تقتلوهم لعلهم
مؤمنون لعلهم مسلمون ، بدأ يجادلهم
)إن إبراهيم
لحليم
({ هود 74} حليم عليه السلام يعني ما كان يغضب و حتى الذي يؤذيه كان
يكرمه قوم لوط مع كل آذاهم مع كل فسادهم مع ذلك كان يريد مهلة زيادة لهم
)لحليم أواه({ هود 74}أواه الذي يتأوه آه آه يتألم
خوفا من الله من ذنوبه يتذكر ذنوبه فيتأوه
) منيب ({هود 74 } منيب يعني كثير الرجوع إلى الله
سبحانه و تعالى و التأوه و الإنابة عبادتان تركها كثير من الناس فلو جاء
أمر من الله عز وجل
)يا إبراهيم أعرض عن هذا ({هود75 } لا تجادل في هؤلاء ) إنه قد جاء
أمر ربك و أنهم ءاتيهم عذاب غير مردود
({ هود 75} إنتهى الأمر أمر محكوم محسوم و
توجه الملائكة نحو سدوم نحو المؤتفكة جاءوا في صورة شبان في منتهى الجمال
إختبارا لسدوم إختبار أخير و إقامة الحجة عليهم و ينتظروا شهادة الله
سبحانه و تعالى قال لهم إنتظروا شهادة نبيهم عليهم لا تدمروهم حتى تسمعوا
نبيهم يحكم عليهم وصل هؤلاء الملائكة في صورة بشر عند أطراف القرية و إذا
بواحدة من بنات لوط عليه السلام تسقي الماء ذهبت بحيث الماء خارج القرية
فرأتهم و خافت عليهم لأنها تعلم أن هؤلاء لو رأوا هؤلاء الشبان في الجمال
هذا سيريدون الفجور بهم فأسرعت نحو أبيها قالت لهم إنتظروا قالت له أخبرته
قد جاء الشبان هؤلاء و أخشى عليهم فأسرع لوط عليه السلام قال ما شأنكم
قالوا ضيوف فهو إستحي أن يروهم واحد يقول له أنا ضيفك يقول له أرجع لوط كان
يريد أن يرجعهم لا تدخلوا هذه القرية لكن لما قالوا ضيوف ما استطاع أن
يردهم فقال تعالوا في الطريق يريد أن ينبههم لكن في نفس الوقت ما يريد يقول
ارجعوا فأختار كلماته بعناية و هذا من الأدب قال و الله يا هؤلاء ما أعلم
على وجه الأرض أهل البلد أخبث من هؤلاء ، أخبث من على الأرض فأتموا معه
الطريق فأعادها مرة ثانية يريدهم أن يرجعوا و أعادها مرة ثالثة و أعادها
مرة رابعة و الملائكة تحسب شهادته عليهم يريدون شهادته عليهم وصل إلى البيت
فخبأهم في البيت و امرأته كافرة لتشاركهم في هذا الفحش فأخبرت القوم ذهبت و
أخبرت القوم فقالت لهم إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط أجمل
شباب رأيتهم في حياتي هؤلاء وصل الخبر لأهل القرية القاصدين هؤلاء فأسرعوا
كلهم تظاهروا نحو بيت لوط عليه السلام
)وجاءه قومه
يهرعون إليه
({هود 77 } مستعجلين مسرعين ، يهرعون
مستعجلين
)ومن قبل كانوا يعملون السيئات ({هود 77 } أهل فواحش قادمين
من فاحشة و يريدون أن يرتكبوا الفاحشة و في الآية الأخرى
)وجاء أهل
المدينة يستبشرون
({الحجر 67 }فرحانين شباب جميلين
قادمون أنظر إلى الفسق الذي وصل بهؤلاء فوقف لوط أمام الباب يدافع
)قال يا قوم
هؤلاء بناتي
({هود77 } بناته على الرواية الراجحة و
التفسير الراجح النساء كل نبي يعتبر النساء بناته ( بنات النبي صلى الله
عليه و سلم و أزواجه أمهاتهم ) يعتبر نفسه أبو هؤلاء و هذا تفسير ابن كثير
أما الذي قال لوط عليه السلام عرض عليهم أن يزنوا ببناته فقد فحش و أخطأ
حاشاه كيف يبيح الزنى ببناته و هو نبي كريم فالتفسير الأرجح
)هؤلاء بناتي({ هود 77} يعني عندكم النساء )هن أطهر لكم
فاتقوا الله و لا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد
({هود 77 } ما بكم ) قالوا لقد
علمت ما لنا في بناتك من حق و
إنك لتعلم ما نريد({ هود 78} و في الآية ) قال لو أن لي بكم
قوة
({ هود 79} لو عندي قوة )أو آوي إلى
ركن شديد
({
هود 79} لو عندي عائلة ، عندي قبيلة ، عندي عصبة عندي ناس مؤمنين
معي ، ما آمن معه و لا واحد آمن معه إلا بناته حتى زوجته كفرت به ما عنده
أحد
)أو آوي إلى ركن شديد({ هود 79} في الحديث النبي صلى الله عليه و
سلم قال رحم الله أخي لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد إلى الله هذا في
حديث البخاري و مسلم كما يقول المفسرون فما أرسل الله تعالى من بعده نبي
إلا في منعة من قومه ما يرسل نبي بعد ذلك إلا في عائلة قوية أو قبيلة حتى
تحميه عن رهط أما لوط عليه السلام ما كان عنده أحد و في الآية الأخرى
) وجاء أهل
المدينة يستبشرون إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون و اتقوا الله و لا تخزوني قالوا
أولم ننهك عن
العالمين({ الحجر 67-70} نهوه أن يأخذ دروس و نهوه أن
يكلمهم في أمر الدعوة
)قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين({ الحجر 71} يقول الله سبحانه و تعالى )لعمرك ({ الحجر 72} يعني و حياتك يا محمد يقول
المفسرون ما أقسم الله بحياة إنسان غير محمد صلى الله عليه و سلم
) لعمرك({ الحجر 72} قسما بحياتك يا محمد )لعمرك إنهم
في سكرتهم يعمهون
({الحجر 72 } الشهوة غلبتهم حتى صاروا عميان
ما يرون الحق و أرادوا أن يقتحموا البيت فقال لهم إنتظروا ، دخل البيت فهنا
الملائكة وجدهم شباب هؤلاء وجدهم هادئين و لا متأثرين بشيء استغرب ،
المسألة متعلقة بهم و هم ما هم خائفين
)قال إنكم قوم
منكرون قالوا بل جئناك بما
كانوا به يمترون و آتيناك
بالحق و إنا لصادقون
({الحجر 62-63 } و في الآية الأخرى )وقالوا لا
تخف و لا تحزن إنا منجوك و
أهلك إلا امرأتك كانت من
الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون
({العنكبوت 33-34 }) قالوا يا
لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك
({هود 80 } لن يستطيعوا أن يؤذوك أو
يؤذوننا لن يستطيعوا ، طال بهم الانتظار فأرادوا أن يقتحموا الباب هنا خرج
لهم جبريل عليه السلام فضربهم ضربة واحدة فأعمى أعينهم جميعا يقول الله
سبحانه و تعالى
)ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا
أعينهم
({ القمر 37} أعمينا أعينهم بضربة جبريل عليه السلام )فذوقوا عذابي
و نذر
({القمر 37 } صاروا عميان بضربة جبريل عليه السلام فأخذوا يتوعدون أحسوا
كأنه سحرهم قالوا سحرتنا ما نرى إذا كان الغد كان لنا و لك شيئا و رغم هذا
ما تابوا قالوا سحرنا فأخذوا يتحسسون الجدران يرجعون إلى بيوتهم يتحسسون
الجدران و لم يتوبوا فعندها قال الملائكة للوط عليهم السلام
)إن موعدهم
الصبح أليس الصبح بقريب
({ هود 80} مهلة إلى الصبح حتى يتمكن لوط و
أهله أن يخرجوا و أمروه بالخروج
) فاسري بأهلك
بقطع من الليل و اتبع أدبارهم
({ الحجر 65} يعني أعطيهم ظهرك )ولا يلتفت
منكم أحد و امضوا حيث
تؤمرون و قضينا إليه ذلك
الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين
({الحجر 65-66 } الصبح سينتهون يقول الله سبحانه
و تعالى
)فنجيناه و أهله أجمعين إلا عجوزا({الشعراء 170-171 } زوجته عجوز و كانت تفعل هذا ) إلا عجوزا
في الغابرين
({ الشعراء 171} و يقول الله سبحانه و تعالى ) إلا آل لوط
نجيناهم بسحر
({ القمر 34} في أخر الليل) نعمة من
عندنا كذلك نجزي من شكر
({ القمر 35} فخرج لوط عليه السلام و ما معه
إلا ابنتاه فلما ابتعدوا عن القرية و خرج الصبح و ظهر الشروق جاء العذاب
يقول الله سبحانه و تعالى
)ولقد صبحهم
بكرة عذاب مستقر فذوقوا عذابي و نذر
({ القمر 37-38} كيف كان العذاب جاءهم جبريل
عليه السلام فأدخل جناحه تحت القرية فرفع القرية كلها و ارتفع بها إلى
السماء ( في روايتين ) حتى سمعت الملائكة صياح ديوكهم و نباح كلابهم و حتى
سمعوا هم تسبيح الملائكة رفعهم إلى السماء و بدأ يرجم عليهم في السماء صخور
ترجمهم كل واحد منهم كل واحد كلم صخر مسوم معلم له ثم صرخ فيهم جبريل
الصيحة فأخرجهم جميعا ثم أخذ القرية قرية كاملة أخذها فقلبها فأنزلها في
الأرض جاء وصف ذلك في القرآن الكريم
) فلما جاء
أمرنا جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليهم حجارة من سجيل
({هود 81 } سجيل الطين )منضود مسومة ({هود 82 } معلمة إذا طين متابع معلم) فلما جاء
أمر جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليهم حجارة من سجيل
منضود
مسومة عند ربك و ما هي من الظالمين ببعيد
({هود 81-82 } و يقول الله سبحانه و تعالى ) فأخذتهم
الصيحة
({الحجر 73 } صيحة جبريل ) مشرقين ({ الحجر 73} عند الشروق) فأخذتهم
الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليهم
حجارة من
سجيل
({الحجر 73-74 } يقول الله سبحانه و تعالى ) فأمطرنا
عليهم مطرا فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية و ما
كان
أكثرهم مؤمنين و إن ربك لهو العزيز الرحيم
({الشعراء 173-175 } يقول عز و جل)والمؤتفكة
أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى
({النجم52-55 } فهكذا دمرت سدوم في منطقة البحر
الميت و تركت أثرا للعالمين ليحذروا من عذاب الله و يحذروا من الفواحش و
من أعظمها فاحشة قوم لوط